نيروز الإخبارية : احتفل المركز الثقافي الإسلامي التابع لجامع العرب الكبير، مساء أمس، بتخريج كوكبة جديدة من حفظة القرآن الكريم ضمن مبادرة "خمسين حافظا" الدائمة - المرحلة التاسعة، بالإضافة إلى تخريج الطلبة الحاصلين على مستويات متقدمة في التلاوة والتجويد، وذلك برعاية محافظ الزرقاء الدكتور فراس أبو قاعود، وبحضور مدير أوقاف الزرقاء الدكتور أحمد الحراحشة، وإمام الجامع الشيخ أحمد الزعبي .
وبلغ عدد الطلبة الخريجين في هذه المرحلة 183 طالبا، تتراوح أعمارهم بين 8 و25 عاما، من بينهم 15 طالبا من ذوي البصيرة (المكفوفين)، وقد حصل 49 طالبا على أحد المستويين الأول أو الثاني في التلاوة والتجويد، فيما نال 15 طالبا شرف ختم كتاب الله الكريم كاملا عن ظهر قلب، بعد تسعة أشهر من الدراسة والمثابرة، شملت حفظ ستة أجزاء مقررة في هذه المرحلة.
يشار إلى أن مبادرة "خمسين حافظا" تستقطب الطلبة من مختلف مناطق محافظة الزرقاء، وتوفر لهم بيئة تعليمية متكاملة، تتضمن بدل مواصلات للطلبة من خارج المنطقة، إضافة إلى وجبة إفطار يومية، ما يسهم في تهيئة مناخ صحي وتعليمي يعزز من دافعية الطلبة للالتزام والاستمرار في طريق حفظ كتاب الله.
وفي كلمته خلال الحفل الذي حضره عدد من ممثلي المجتمع المحلي وأولياء أمور الطلبة، أكد الدكتور الحراحشة أن هذا الاحتفال ينعقد في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية، مشددا على أن التمسك بقيم القرآن وأخلاقه هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات، ونشر الأمن والسلام والتسامح بين بني البشر.
وأشاد بالجهود الملكية المباركة لجلالة الملك عبد الله الثاني في تعزيز السلم العالمي، عبر الدعوة للالتزام بالقيم الأخلاقية التي يجب أن تتوشح بها الإنسانية جمعاء.
وثمن الحراحشة الدور الكبير لمحافظ الزرقاء في دعم المبادرات النوعية التي تنهض بالمجتمع، مشيرا إلى أن تخريج هذه الكوكبة من الحفظة هو ثمرة من ثمار التعاون بين مديرية الأوقاف وجامع العرب، ويعد مظهرا من مظاهر عطاء وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، في سعيها لتنشئة جيل قرآني واع، يشكل نواة المواطن الصالح وبذرة الإصلاح المجتمعي.
وأضاف: "إننا جميعا شركاء في بناء الوعي، ونراهن على قدرتنا في غرس ثقافة الحصانة الفكرية لدى أبنائنا، لتمكينهم من التصدي للشائعات المضللة، التي يحاول مروجوها، عبثا، النيل من وطننا ووحدتنا الوطنية"، مؤكدا الوقوف صفا واحدا خلف قيادتنا الهاشمية وجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، مدفوعين بحبنا العميق لوطننا وقائدنا ووحدة صفنا الداخلي".
من جهته، تحدث الشيخ الزعبي عن أهمية مبادرة "خمسين حافظا"، مشيدا بدورها في تعزيز ثقافة حفظ القرآن وتجويده، وترسيخ القيم الإسلامية السمحة في نفوس النشء، مؤكدا أن هذه المبادرة ليست مجرد مسار تعليمي، بل مشروع إيماني يهدف إلى بناء الإنسان الملتزم بدينه، والمتمسك بكتاب ربه، في زمن تتكاثر فيه التحديات.