في فلك التحديات والاضطرابات التي تعصف بمنطقة الشرق الاوسط، يقف الأردن رافعا شعار رفض العنف والمناداة بالسلام والاستقرار: الأردن كان دائما صاحب قرار سياسي قوي ولم يقف يومًا مراقبا، لأنه اعتاد أن يقود المواقف المتوازنة رافعا شعار السلام والتفاوض والحوار السياسي البناء.
في ظل الحروب، والتوتر السياسي والأزمات المتشابكة، وقف الأردن موقفا ثابتا يرفض التأويل، مدفوعا برؤية استثنائية، موجهة بقوة العزم والإصرار والإرادة.
الأمن والاستقرار والسلام، الداخلي والإقليمي والدولي مفهوم فلسفي عميق لدى الدولة الأردنية، حيث أنها القادرة على هندسة الأمن والاستقرار الداخلي بكل تفاصيله التي تشكل نموذجا يحتذى، وقد اعتاد الأردن الوساطة في كل الصراعات الإقليمية والدولية، من خلال رؤية واضحة نابعة من إيمان عميق بدوره المهم اقليميا ودوليا.
الدبلوماسية والمناشدة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات لحل الخلافات السياسية منظومة فكرية، تتخطى حدود المحلية والإقليمية إلى التأثير الدولي.
الأردن هو القوة الهادئة التي تصحح المسارات وتطالب بالتوازن والعدالة والعقلانية في مواجهة التحديات.
لقد عاصرت المملكة الأردنية الهاشمية العديد من دوائر التوتر السياسي والأمني، التي تشتمل على البعد الإقليمي والدولي، وقد ولدت الدبلوماسية الأردنية من رحم الوعي الاستراتيجي، مما جعل ادراك المخاطر، وحنكة التعامل معها منظومة استباقية للخطر المحدق، وتداعيات الأحداث.
والسؤال كيف سيتعامل الأردن مع هذه الظروف الصعبة والتحديات الراهنة في ظل الهجمات الإسرائيلية على إيران، والتي تهدد بتصعيد خطير في منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
الموقف الأردني كان واضحا ويدعو "إلى "بناء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط".
ونادى بالعودة لطاولة الحوار لمعالجة هذا الملف وغيره من القضايا التي تسهم في تأجيج التوتر والصراعات في المنطقة.
الأردن تميز بشكل خاص في حنكة تعامله مع الأزمات والاضطرابات السياسية، وقد حمل مسؤوليته التاريخية التي حتمت عليه العمل بكل طاقة مع العقلاء في العالم لمنع حدوث، المزيد من العنف والدمار في المنطقة، كما كان ضد سياسة الفتنة العمياء، ونادى دائما باتخاذ إجراءات حاسمة ومنسقة لضمان الأمن الإقليمي.
واهم ما ميز الموقف الأردني في الوقت الراهن حث السياسيون على عدم التجييش واستغلال الظروف المحيطة للفتنة، ومحاولة بذل الجهود المشتركة لمنع تدهور الأوضاع، سواء في غزة أو نتيجة الوضع الحرج بين إيران والكيان، وقد شدد على أن ما يجري يتنافى مع القانون الدولي والمعايير الأخلاقية والقيم الإنسانية والاجتماعية المشتركة، بل يعكس صورة مقلقة، تهدد الأمن والاستقرار والسلام الإقليمي.
في ظل الظروف الراهنة يظل التحدي الأكبر الذي يواجهه الإعلام الأردني أن يوجّه خطابه الرسمي بوضوح وشفافية وديناميكية، تناسب الأحداث الحرجة وتسهم بشكل مباشر في حماية المواطنين من تداعيات الانجراف خلف الإشاعات وقوى الفتنة والشر، وتحكيم العقل والمنطق، لعدم الوقوع فريسة سهلة لمواقف لا تخدم المصالح الأردنية. حمى الله الأردن .