بني كنانة
تحتفل بالاستقلال والجلوس الملكي بروحٍ وطنية مفعمة بالعزّ والكرامة برعاية بني
مصطفي
نيروز
– محمد محسن عبيدات
في أجواء
وطنية مفعمة بالفخر والاعتزاز، وبرعاية كريمة من معالي وزيرة التنمية الاجتماعية الأستاذة
وفاء بني مصطفى، أقامت جمعيات لواء بني كنانة الخيرية احتفالًا وطنيًا حاشدًا في قاعة
مدرسة ابن رشد المهنية في مثلث سما الروسان، بمناسبة عيد الاستقلال التاسع والسبعين،
وعيد الجلوس الملكي السادس والعشرين، ويوم الجيش والثورة العربية الكبرى.
جاء هذا
الاحتفال تجسيدًا لروح الانتماء والوفاء للوطن والقيادة الهاشمية، وتنظيمًا مشتركًا
من اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة إربد والاتحاد النسائي في المحافظة، بمشاركة فاعلة
من مختلف أطياف المجتمع المحلي، حيث تناغم الحضور مع البرنامج الذي أدار فقراته الإعلامي
والأكاديمي الدكتور هاني عبيدات، والذي استُهل بالسلام الملكي وآيات من الذكر الحكيم
تلاها القارئ الطفل الضرير حافظ القرآن هاشم عبيدات، في مشهد مؤثر يعكس قوة الإرادة
وسمو الرسالة.
كلمة راعية
الحفل: الجمعيات الخيرية ذراع تنموي وركيزة للإصلاح
في كلمتها،
أعربت معالي الوزيرة وفاء بني مصطفى عن سعادتها بالمشاركة في هذا الاحتفال الوطني،
مؤكدة أن الاستقلال ليس مجرد ذكرى بل هو مشروع مستمر يتجدد بعزيمة الأردنيين والتفافهم
حول قيادتهم. وقالت: "إن استقلال الأردن صاغه الأجداد بدمائهم وتضحياتهم، واليوم
نحن معنيون جميعاً ببنائه وتعزيزه في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة".
وأشارت
بني مصطفى إلى أن الدولة الأردنية تدخل اليوم المئوية الثانية بمشروع إصلاحي شامل،
يتضمن التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وأضافت: "لقد أطلقنا حديثاً الاستراتيجية
الوطنية للحماية الاجتماعية (2025–2033) برعاية ملكية سامية، وتُعد الجمعيات الخيرية
شريكاً أساسياً في تحقيق أهدافها".
وأكدت
أن الوزارة تعمل بجهد على إصلاح القطاع الأهلي الذي يضم أكثر من 6000 جمعية تخضع لإشراف
16 وزارة، مشيرة إلى أن وزارة التنمية الاجتماعية تسعى لتحويل الجمعيات إلى أذرع تنموية
فاعلة في محاربة الفقر والبطالة وتعزيز ثقافة الإنتاج، كما دعت إلى تحديث قانون الجمعيات
لتمكينها من أداء رسالتها بفعالية أكبر من خلال التدريب والتطوير.
الزعبي:
الوحدة الوطنية صمام أمان والاستقلال ثمرة نضال الأجداد
من جانبه،
أكد رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في محافظة إربد، السيد صلاح الزعبي، في كلمته، أن
هذا الاحتفال هو تعبير عن فخر الأردنيين بوطنهم واستقلالهم، وتجديد للولاء للقيادة
الهاشمية التي كانت وما تزال الحصن الحصين لهذا البلد العزيز.
وقال الزعبي:
"إن الجمعيات الخيرية في بني كنانة، وعلى رأسها جمعية سيدات سما الروسان التي
تأسست منذ العام 1954، حملت على عاتقها منذ البدايات مسؤولية العمل الإنساني والخيري
في غياب التشريعات الناظمة آنذاك، وظلت ملتزمة بخدمة الإنسان وخاصة ذوي الاحتياجات
الخاصة".
ووجّه
الزعبي رسالة مباشرة إلى معالي الوزيرة دعا فيها إلى إعادة النظر في قانون الجمعيات
الحالي، بما يكفل لهذه المؤسسات حقوقها ودورها الحيوي في تنمية المجتمع.
فاطمة
عبيدات: الاستقلال تاريخ من المجد ومؤشر على صمود الدولة
بدورها،
تحدثت رئيسة الاتحاد النسائي في محافظة إربد السيدة فاطمة عبيدات، مؤكدة أن الاستقلال
يمثل لحظة فخر واعتزاز بتاريخ الأردن الحديث، وهو محصلة تضحيات عظيمة قدمها أبناء الوطن
بقيادة الهاشميين.
وأضافت
أن الأردن بقيادة الملك المؤسس عبدالله الأول، ثم جلالة المغفور له الملك طلال واضع
الدستور، والملك الباني الحسين بن طلال، وصولاً إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن
الحسين، حافظ على استقلاله وسط عواصف إقليمية، واستطاع أن يبقى صامدًا قويًا بفضل حكمة
قيادته ووحدة شعبه.
وقالت:
"نحتفل اليوم ونحن نعيش وسط متغيرات إقليمية ودولية كبيرة، لكننا أكثر استقراراً
وأمناً، وهذا لم يكن ليتحقق لولا الوعي الشعبي وحكمة القيادة وولاء الأجهزة الأمنية
والجيش العربي".
فقرات
فنية وشعرية تجسد روح الوطن
تخلل الحفل
العديد من الفقرات الوطنية التي عبّرت عن محبة الوطن والولاء للقيادة، حيث قدمت الدكتورة
هالة عبيدات عرضًا مرئيًا مميزًا حول إنجازات المرأة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله
الثاني، سلط الضوء على مشاركتها في التنمية وصنع القرار.
كما ألهب
الشاعر الشعبي محمد العودات حماس الحضور بقصائد وطنية جسدت روح الأصالة والانتماء،
وتألقت الطالبتان دعاء عبيدات وسلمى العمري بقصائد شعرية عكست حب الوطن والاعتزاز بهويته.
وقدّمت
فرقة كورال طالبات الثانوية الشاملة لوحات تراثية عبر أغاني وطنية ودبكات شعبية، تبعتها
فرقة كفرجايز التي أتحفت الحضور بعروض فلكلورية متميزة، فيما اختتم الفنان عمر السقار
الحفل بوصلة غنائية وطنية تفاعل معها الجمهور بحرارة.
رسالة
وطنية متجددة
هذا الحفل
لم يكن مجرد فعالية تقليدية، بل كان مساحة لالتقاء الفعل الوطني بالمشهد التنموي، حيث
التقت القيم الراسخة بالعمل الأهلي، وجسّد تلاحم الدولة والمجتمع في مواجهة التحديات.
وقد عكس التنوع في فقراته حجم الثراء الثقافي والاجتماعي الذي تزخر به بني كنانة، وقدم
رسالة وفاء للوطن والعرش، ودعوة لاستمرار العمل المشترك من أجل أردن أقوى وأكثر ازدهارًا.