رئيس بلدية
السرو: خطاب الملك أمام البرلمان الأوروبي صرخة ضمير عالمي وموقف تاريخي لا يُنسى
نيروز
– محمد محسن عبيدات
أكد رئيس
بلدية السرو، الدكتور عامر العودات، أن الخطاب التاريخي الذي ألقاه جلالة الملك عبد
الله الثاني أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ، شكّل محطة فارقة في مسيرة
الدبلوماسية الأردنية، ورسالة إنسانية راقية عبّرت عن ضمير العالم الحر، وموقفاً أخلاقياً
عالياً في وجه الظلم والصمت الدولي تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وبخاصة في
قطاع غزة.
وقال العودات
في تصريح صحفي إن جلالة الملك تحدث بلغة الحقيقة والعدالة، واضعًا المجتمع الدولي،
لا سيما الدول الأوروبية، أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه المآسي اليومية
التي يشهدها الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أن الخطاب تجاوز البعد السياسي التقليدي،
ليصل إلى عمق الأزمة الأخلاقية التي يعاني منها العالم، حيث قالها جلالته بصراحة مؤثرة:
"كيف يمكن لأي شخص أن يدافع عن قتل الأطفال؟"، وهي عبارة تلخص عمق المأساة
وهول الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء.
وأضاف
العودات أن جلالة الملك لم يكن فقط المتحدث باسم الدولة الأردنية، بل عبّر عن صوت كل
حرّ في هذا العالم، يرفض القتل والتجويع والتهجير والظلم، وجعل من منصة البرلمان الأوروبي
منبراً للحق والكرامة، في زمن كثرت فيه الأصوات المتخاذلة أو الصامتة، لافتًا إلى أن
الخطاب الملكي بعث برسالة قوية مفادها أن الأردن، رغم إمكاناته المحدودة، يظل صوتاً
للحق ومدافعًا ثابتاً عن القيم الإنسانية.
وأشار
رئيس بلدية السرو إلى أن تأكيد جلالة الملك على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية
والمسيحية في القدس، إنما يعكس ثبات الموقف الأردني تجاه هذه القضية، ويدلّل على عمق
الالتزام التاريخي والديني الذي تحمله القيادة الهاشمية بكل أمانة ومسؤولية، وهو موقف
يُقدّره كل أبناء الأمة.
وتابع
العودات: "إن دفاع جلالة الملك عن الإنسان الفلسطيني، وعن حقه في الحياة والحرية
وتقرير المصير، هو امتداد لموقف الأردن الثابت والراسخ، والذي لم يتغيّر في كل المحافل
الدولية، مؤكداً أن القيادة الهاشمية كانت وما زالت الصوت العربي القوي الذي لا يساوم
على المبادئ."
وفي ختام
تصريحه، عبّر الدكتور العودات عن فخره واعتزازه، كما أبناء الأردن كافة، بمواقف جلالة
الملك، مؤكداً أن الأردنيين يقفون خلف قيادتهم الهاشمية في كل الساحات، ويستمدون من
حكمته الشجاعة والوضوح في قول الحق، حتى في أصعب اللحظات.
وشدّد
العودات على أن خطاب جلالة الملك سيبقى علامة مضيئة في تاريخ العمل السياسي والدبلوماسي،
وشهادةً للتاريخ بأن في هذا العالم قادة لا يخذلون الإنسانية، ولا يرضخون للضغوط، بل
يحملون على عاتقهم قضايا الحق والعدل، ويمضون بها بثبات وإيمان راسخ.