جاء خطاب الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أمام البرلمان الأوروبي ليكون مرافعة إنسانية عالمية بامتياز، تحمل في مضامينها رسائل سياسية وأخلاقية وإنسانية عميقة. خطاب فريد في لغته ومضمونه، يعكس المكانة الرفيعة لجلالته كزعيم عالمي وإنساني يتحدث باسم الحق والعدالة، ويعبّر عن نبض الأمة وضميرها.
وكان خطاب الملك نداءً ضميريًا عابرًا للحدود، رفع فيه الصوت دفاعًا عن الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة، ومرافعة قوية وواضحة، وضع فيها النقاط على الحروف، وواجه الصمت الدولي بالتذكير الصريح بالمسؤوليات الأخلاقية والقانونية، وخطابًا يُجسّد قيم الاعتدال، والاحترام المتبادل، والتسامح، والإنسانية، وهي القيم التي تشكّل جوهر الرسالة الهاشمية.
وكان أيضًا دعوة جريئة للمجتمع الدولي بأن يختار الطريق الصحيح بين القانون والقوة، بين الصمت والموقف، بين التخاذل والتحرك، وتأكيدًا على أن العدالة والسلام لا يأتيان إلا من خلال احترام القانون الدولي وحقوق الشعوب، وفي مقدمتها الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة.
وأظهر الخطاب أن الملك لا يُمثل فقط صوت الأردن، بل يمثل صوت العقل والاعتدال والعدالة في هذا العالم، في لحظة دولية مشحونة بالاستقطاب والانهيار الأخلاقي.
✦ خطاب الملك: مرافعة ضمير وقيم إنسانية
إن ما قاله الملك لم يكن مجرّد كلمات دبلوماسية، بل صرخة صدق وكرامة وحق، تُدين الصمت، وترفض التمييز، وتحذّر من الخطر الأخلاقي المترتب على التغاضي عن المأساة الإنسانية في غزة.
لقد تحدث الملك بلغة العقلاء، ووجّه نداءً إلى الإنسانية جمعاء، رافعًا راية المبادئ فوق المصالح، ودافعًا باتجاه عالم أكثر عدالة وإنصافًا.
✦ مشاعر فخر واعتزاز
ونحن، بمشاعر الفخر والانتماء والولاء، نثمّن عاليًا الخطاب التاريخي والمؤثر الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أمام البرلمان الأوروبي، والذي كان مختلفًا بكل المقاييس عمّا قيل سابقًا في تلك القاعة، إذ إنه لم يُجامل، ولم يُوارِ، بل قال الحقيقة كما هي، بصوت القيم والضمير.
✦ الخاتمة الوطنية
حمى الله الأردن حصنًا هاشميًا منيعًا، ودامت رايته خفاقة في ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين، سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حفظه الله، رمز الشباب والأمل والمستقبل.