بقلوب يعتصرها الحزن والأسى، وعيون تدمع بفقد الرجال الشجعان، ودّعت الأسرة الأردنية اليوم واحدًا من أبنائها الأوفياء، النقيب علاء حسين الحوامدة، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد صراع مؤلم مع المرض، لم يَزدْهُ إلا صبرًا وثباتًا وإيمانًا بقضاء الله وقدره.
لم يكن النقيب علاء مجرد ضابطٍ يحمل رتبةً عسكرية، بل كان يحمل قلبًا نابضًا بالمحبة، وعقلًا راجحًا بالحكمة، وأخلاقًا تمشي على الأرض توزّع الطمأنينة في كل مكان يحلّ فيه. عرفه زملاؤه فارسًا في الميدان، نزيهًا في عمله، صادقًا في وعوده، ومحبًّا لوطنه حتى آخر نبضٍ في قلبه.
رحل علاء، وترك في القلوب غصّة، وفي العيون دمعًا، وفي الذاكرة سيرته العطرة التي لا تغيب. لقد كان مثالًا للضابط الأردني الذي يقدّم روحه فداءً لوطنه، ويؤدي واجبه بإخلاص، حتى وهو يصارع المرض بصمت الكبار.
إن رحيلك يا علاء ليس فاجعة لعائلتك فحسب، بل هو خسارة للوطن الذي لطالما أحببته وخدمته بصدق. ستظلّ ذكراك حيّة في القلوب، وسيرتك منارة تهتدي بها الأجيال.
نسأل الله العظيم أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وذويه وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.