في سجل الشرف الوطني والعسكري، تبرز أسماء خلدها الوفاء والانضباط والبصمة الراسخة في ميادين البناء والدفاع، ومن بين تلك القامات الأردنية، يسطع اسم اللواء الركن المتقاعد محمود فهاد الغنانيم ، أحد أعمدة سلاح الهندسة الملكي، وأحد أبناء قبيلة عباد الذين كتبوا تاريخًا من الكبرياء والنزاهة والخدمة الوطنية.
منذ أن التحق بصفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، حمل اللواء الغنانيم في قلبه روح الانتماء، وفي عقله انضباط المهندس العسكري الذي لا يترك تفصيلة إلا وأتقنها، فكان مثالاً في الدقة، والعمل الصامت المثمر.
وبصفته ضابط هندسة، شارك في مشاريع دفاعية وإنشائية معقدة، أسهمت في رفع كفاءة المؤسسة العسكرية وتحديث بنيتها التحتية.
لم يكن مجرد قائد، بل مدرسة في القيادة، يتقدم الصفوف وقت المهام، ويمنح الجنود من حكمته وخبرته، ويحفظ أسرار الأرض كما يحفظ خارطة الوطن.
خدم الوطن والجيش العربي بكل كفاءة واقتدار وإخلاص وبصمت الكبار، ولم يسعَ إلى الأضواء، لكنه كان دائمًا في قلب الحدث، وفي ميادين العمل والولاء.
حظي بتكريم ملكي رفيع، حيث نال وسام اليوبيل الفضي من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، تقديراً لخدمته الطويلة وتفانيه في صفوف الجيش. كما كان حضوره الاجتماعي مشرفًا، حيث استقبل سمو الأمير الحسن بن طلال في منزله عام 2018، في دلالة واضحة على ما يحظى به من احترام وتقدير.
في زمن تتسارع فيه الأحداث، يبقى اللواء الركن المتقاعد محمود فهاد الغنانيم شاهدًا على مرحلة مضيئة من تاريخ الجيش الأردني، ومثالًا يحتذى في النزاهة والولاء والعمل المؤسسي، فهو من أولئك الرجال الذين يبنون الأوطان من دون ضجيج، ويغادرون المناصب مرفوعي الرأس، تاركين أثرًا لا يُمحى.