كان الموضوع السياحي هو محور اللقاء البناء مع رئيس بلدية رحاب السيد اكرم الحران الحراحشة على هامش احتفال مؤسسة سكة الحديد الحجازي بالأعياد الوطنية ، وقضاء رحاب يمثل المساحة الأكبر من المنطقة الغربية في محافظة المفرق بأكثر من 30 تجمع سكاني على مساحة تزيد عن 200كم2 ، وتمثل رحاب بموقعها المميز الحضاري والتاريخي كوسط شمال الأردن يربط مناطق الحماد والبادية شرقاً وسهل حوران شمالاً وجبال جرش وعجلون غرباُ بالعاصمة عمان ووسط المملكة جنوباً .
حسناً فعلت مؤسسة الخط الحديدي الحجازي وبلدية رحاب بتسيير رحلات بالقطار من العاصمة عمان الى كنائسها التاريخية المتعددة التي جعلتها مركزاً للأبرشية المسيحية في وسط وجنوب بلاد الشام خلال العصر البيزنطي وصدر الإسلام ، وحسناً ايضاً فعلت بلدية رحاب بترويجها نفسها سياحياً مؤخراً من خلال الوسائل المطبوعة الشبابية والتي تتضمن صور وعبارات دلالية ، فرحاب تمثل ايضاً مركز تراث سياحي مجتمعي بتنوع تاريخها وخصب تراثه فضلاً عن المناطق الحرجية في بعض نواحيها التي تزيد عن 1000م عن سطح البحر .
ورحاب ايضاً تمثل مسقط رأس ابن عامر الشامي قارئ اهل الشام وأحد القراء السبعة خلال العصرين الراشدي والاموي ، ولا يخفى ايضاً المركز الذي كانت تمثله بلدة المدور بمخفرها الأثري الذي يعود للحقبة العثمانية وفرسان الدرك ويشرف على مناطق واسعة بارتفاعه المميز فضلاً عما كانت تمثله هذه البلدة من مركز تجاري للمنطقة تتبع له اسواق المناطق المجاورة وتضم مقبرتها القديمة الكثير من رفات اسماء التجار الشوام الذين اختاروها مركزاً ومنطلقاً لتجاراتهم .
رحاب ايضاً بارتفاعها تمثل بيئة مناسبة لهواة السياحية التصويرية من خلال كثرة المطلات المرتفعة مثل مطلات رحاب والمدور وام بطيمة التي تمكن هواة التصوير من مراقبة قلعة صلخد وجبل قليب في السويداء السورية كذلك جبل الشيخ ومرتفعات نيحا في الجنوب اللبناني وصولاً لمرتفعات عمان والبلقاء في وسط المملكة ، وتمثل رحاب ايضاً بصفاء اجوائها الصيفية مركزاً مهماً للسياحية الفلكية لهواة مراقبة النجوم والمذنبات واطوار القمر الزمانية .
التأكيد على دور بلدية رحاب في اهمية ان تأخذ بمهمة توعية المجتمع المحلي في القضاء بأهمية الثروات السياحية فضلاً عن الترويج السياحي لها على مختلف المحافل سواء عن طريق الجامعات الشركاء في محافظة المفرق مثل مديريات السياحة والاثار والمنطقة التنموية و الصناعة والتجارة سيكون كل ذلك هو الانطلاقة الحقيقية لتأخذ رحاب مكانها الذي تستحقه في السياحة الاصطيافية والتاريخية والدينية والفلكية والتصويرية ، فالبلديات النشطة اثبتت دورها في هذا المجال وما تجربة شقيقة رحاب ام الجمال ودور بلديتها المشهود في جعلها مركزا للتراث الانساني اليونسكو عن ذلك ببعيد .
رحاب بكل تراث وتاريخ تحدثت عنه بكل فخر وعزم سطور الحضارات الكنعانية والعمونية والارامية والبيزنطية والإسلامية تستحق العمل لأجلها ، والجهد القادم من ابنائها ومحبيها سينصف هذه البلدة الجميلة بلا شك .