برحيل الشيخ مثقال الفواز، فقدت البادية الأردنية الشمالية الشرقية علماً من أعلامها ورجلاً من رجالاتها الذين تركوا بصمة لا تُنسى في ميادين العمل العام والإصلاح المجتمعي، فقد وُلد الشيخ في عام 1937، وشغل منصب أول رئيس لبلدية قضاء صبحا، حيث انتُخب لأربع دورات متتالية، ما يعكس مكانته العالية وثقة الناس به.
لم يكن الشيخ الفواز مجرد مسؤول بلدي، بل كان من كبار الشخصيات المؤثرة في الأردن، وامتدت جهوده الإصلاحية إلى الجزيرة العربية، إذ عُرف بدوره البارز في إصلاح ذات البين، وحل النزاعات، وجمع الكلمة، وتغليب لغة العقل والمصالحة، فكان مرجعًا يُحتكم إليه في الخلافات، وصوتًا للحق والعدل.
ومن أبرز محطات حياته المشرفة، زيارة جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه – لبيته في صبحا بتاريخ 14/12/1997، والتي كانت مقررة كزيارة خاصة، إلا أنها تحولت إلى زيارة عامة نظراً للمكانة الكبيرة التي يتمتع بها "أبو قدر" بين أبناء منطقته ووطنه.
شهد له أبناء البادية الشمالية، الشرقية والغربية، بأنه رجل خير وعطاء، لا يتردد في مد يد العون، ومساعدة من يحتاج، فاستحق محبة الناس واحترامهم.
رحل الشيخ مثقال الفواز في 8 كانون الثاني 2014 عن عمر ناهز 77 عاماً، تاركاً وراءه إرثًا من القيم والمواقف المشرفة، وأبناءً يسيرون على دربه، هم: قدر، بدر، نصر، ودحام.
سيبقى اسمه محفورًا في ذاكرة البادية الأردنية، رمزًا للمروءة والكرم والحكمة، وعَلَمًا من أعلام الإصلاح والعطاء في تاريخ الأردن الحديث.