تُعد وحدة الهجانة الأردنية إحدى الوحدات الأمنية الفريدة ضمن منظومة الأمن العام، إذ تجمع بين الطابع العسكري، والتراث البدوي، والدور الإنساني، لتشكل رمزًا وطنيًا عريقًا يربط الحاضر بجذور الأصالة.
نشأة تاريخية
تأسست وحدة الهجانة في ثلاثينيات القرن الماضي، استجابةً للحاجة إلى ضبط الحدود الصحراوية الواسعة، ومنع التسلل والتهريب، خاصة في المناطق البعيدة والنائية. وقد ساهم أبناء البادية الأردنية في تشكيل النواة الأولى لهذه القوة، لما يمتلكونه من معرفة دقيقة بتضاريس الصحراء وخبرات ميدانية في قص الأثر والتعامل مع الطبيعة القاسية.
مهام متعددة
تتوزع مهام وحدة الهجانة الأردنية بين عدة أدوار، من أبرزها:
مراقبة الحدود والمناطق الصحراوية الممتدة.
مكافحة التهريب والتسلل وضبط الأمن في المناطق البعيدة.
الإغاثة والإنقاذ في حالات الطوارئ مثل الفيضانات أو ضياع المواطنين في الصحراء.
المشاركة في المناسبات الوطنية والمهرجانات التراثية، بما يعزز الهوية الثقافية.
خصوصية في الأداء
تُعرف الوحدة باستخدامها للإبل كوسيلة تنقل رئيسية، نظرًا لقدرتها على التحمل في البيئات الصحراوية القاسية، فضلًا عن حفاظها على طابع تقليدي يربط الأمن بالتراث. كما يتمتع أفراد الوحدة بمهارات عالية في قص الأثر، والتعامل مع التحديات البيئية والجغرافية الفريدة.
رسالة وطنية مستمرة
لم تقتصر إنجازات وحدة الهجانة على الجانب الأمني، بل ساهمت أيضًا في تعزيز الصورة الحضارية للأردن من خلال استقبال الوفود، والمشاركة في فعاليات محلية ودولية تُظهر التراث الأردني العريق والقدرات الاحترافية في العمل الميداني.
تُجسد وحدة الهجانة الأردنية نموذجًا فريدًا في العمل الأمني والوطني، حيث تتلاقى الشجاعة والانتماء مع التراث والواجب. وفي ظل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وقيادة الأمن العام، تواصل هذه الوحدة أداء رسالتها النبيلة بصمت وثبات، في كل شبر من صحراء الوطن.