في تصريح خاص لـ"نيروز الإخبارية"، استحضر العقيد المتقاعد محمود عيسى الجربان الدعجة، أحد رموز الخدمة والانضباط في صفوف الجيش العربي، أبرز محطات مسيرته العسكرية التي امتدت لأكثر من ربع قرن، قائلاً إن من أبرز ما يفخر به هو عمله مرافقاً وسكرتيراً خاصاً للقائد الراحل الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق.
وقال العقيد المتقاعد الدعجة، الذي ينتمي إلى عشائر الدعجة المعروفة بتاريخها العريق وكرمها، إنه التحق بالقوات المسلحة الأردنية عام 1988 بعد تخرجه من الجامعة، حيث بدأ برتبة رقيب أول جامعي بوظيفة ركن مالي في "الفرقة الآلية الرابعة الملكية"، ثم تدرج في الرتب وتولى مواقع قيادية وإدارية مختلفة حتى تقاعده برتبة عقيد عام 2015.
وكشف الدعجة عن جانب إنساني مؤثر في شخصية القائد الراحل الفريق اول الركن خالد الصرايرة، قائلاً:
"كان الباشا يوصي دائماً القادة بعدم المساس براتب العسكري مهما كانت الأسباب، لأنه لا يعلم أحد ظروفه؛ فقد يكون يعيل أيتاماً أو يعالج والديه أو يدرس أخوته، وكان يعتبر المحاكمة آخر مرحلة لا تُستخدم إلا للضرورة القصوى."
وأضاف: "ما من موقف سلبي يُذكر عن الباشا خالد.. كان إنساناً متواضعاً، صاحب قرار، حازماً مع القيادات، ورحيماً بالجنود. لم يكن قائداً عادياً، بل كان يحمل رؤية وضميراً حياً."
وفي حديثه عن مواقف يومية تعكس إنسانيته، قال العقيد المتقاعد الدعجة إن القائد الصرايرة كان يطلب من سائقيه مساء كل خميس تجهيز أكياس من المواد الغذائية لتوزيعها على المحتاجين ، مؤكداً أن تلك التوزيعات كانت تتم "لوجه الله تعالى دون إعلان أو ضجيج."
"تشرفت بخدمة هذا الوطن تحت راية الجيش العربي، وأعتز بأنني كنت إلى جانب رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وعلى رأسهم الراحل الفريق أول الركن خالد الصرايرة.. ووفائي له باقٍ ما حييت."