في بادية الأردن، حيث الرجال يُقاسون بالمواقف، ويُخلَّدون بالذكر الطيّب، خُطّ اسم خالد حسن البشر الجبور بحروفٍ من نور، لا كمجرد مختار، بل كأيقونة وطنية جمعت بين الحنكة والكرامة والعدل.
الراحل خالد الجبور لم يكن صاحب منصب فقط، بل كان رمزًا للمروءة، وسندًا للمظلوم، وبوصلةً للخير والإصلاح. لقّبه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بـ"مختار مخاتير الأردن"، في تكريمٍ فريد يعكس مكانته بين رجالات الوطن وقياداته.
عُرف الجبور بعدله النزيه، وفراسته التي كانت تفك النزاعات قبل أن تشتد، مؤسسًا ومشاركًا في لجان الإصلاح العشائري، حاملاً راية الصلح أينما حلّ، مساندًا للأرامل واليتامى، وساعيًا في حوائج الناس بكل تفانٍ. مجلسه كان مقصدًا للحكمة، ومضافته حضنًا لكل محتاج، لا يهدأ له بال حتى يُنصف مظلومًا أو يواسي مكروبًا.
وحين رحل، خيّم الحزن على الجميع، وامتلأت المآقي بدموع الرجال، في وداعٍ قلّ نظيره. لم تكن جنازته إلا مرآةً لمحبته، وشهادة وفاء لرجلٍ عاش نقيًّا ورحل كريمًا.
خالد الجبور لم يمت.. لأنه لم يعش لنفسه، بل عاش لوطنه ولناسه. ترك خلفه إرثًا من النبل والعطاء، سيظل نبراسًا للأجيال القادمة، يُضيء دروب الإصلاح والكرامة.