في أرض القطرانة، حيث يهمس النسيم بقصص الجدات، وتُروى البطولات على نار القهوة المرة، بزغ اسم خولة بني عطية كواحدة من نساء البادية الأردنية اللواتي حملن راية العلم، وزرعن الخير حيثما حلت أقدامهن.
من البدايات إلى الريادة
خولة بني عطيه ، التي نهلت من معين اللغة العربية حتى نالت البكالوريوس، وتوجت علمها بدبلوم عام في التربية، والدبلوم المهني في القيادة التربوية، ثم نالت درجة الماجستير في الإدارة التربوية، وهي اليوم تواصل مسيرتها على مقاعد الدكتوراه، بعد أن مُنحت الدكتوراه الفخرية تقديراً لعطائها الثر.
مديرة ومدبّرة.. بين الصفوف والمجتمع
تنقلت بني عطيه بين أروقة المدارس معلمةً ومربية، إلى أن تولّت إدارة مدرسة القطرانة للإناث، وهناك لم تكن مديرةً تقليدية، بل قلب نابض بالحنان، وعقل متقد بالإبداع.
لم تكتفِ بذلك، بل حملت همّ بنات مجتمعها على عاتقها، فترأست الجمعية الخيرية في اللواء، لتكون صوتاً للنساء، ويداً تمتد لكل محتاج.
أثر لا يُمحى
حين تتحدث نساء القطرانة عن خولة، ترى في أعينهن فخراً صامتاً، وامتناناً عميقاً.
كيف لا، وهي التي جمعت بين هيبة التعليم، وسخاء المبادرات، لتغدو نموذجاً أصيلاً للمرأة الأردنية الأصيلة التي لم تغب عن خيمة العز، ولا غابت عن قاعة الدرس.
البدوية التي عانقت التغيير
لم تُنسِها الشهادات الرفيعة رائحة التراب، ولا أنستها المنابر صدى صوت الناقة، فبقيت خولة بنت البادية، وفيةً لناسها، مخلصة لأرضها، مؤمنة أن التغيير يبدأ من المدرسة، ويمتد بخيوط المحبة نحو كل بيت.
خولة بني عطية... سيدة بدوية لم تنتظر الفرصة، بل صنعتها، ولم ترفع شعاراً، بل عاشت القيم. تستحق أن تُروى سيرتها على مسامع الأجيال، كما تُروى حكايا الشجعان تحت ضوء القمر.