بين قمم الجبال وميادين الشرف، تشكّلت شخصية اللواء الركن مظلي متقاعد محمد أحمد دوجان بزبز الحياري، المعروف بـ"دوجان باشا"، كأحد أبرز رجالات القوات المسلحة الأردنية، الذين حملوا على عاتقهم أمانة الوطن وخدمة رايته بإخلاص وانتماء لا يلين.
ولد دوجان باشا عام 1954، وانضم إلى صفوف القوات المسلحة الأردنية كتلميذ عسكري في الكلية العسكرية الملكية عام 1973، ليبدأ مسيرته العسكرية الحافلة بتخرجه في العام 1975. ومنذ اللحظة الأولى، عُرف بانضباطه وكفاءته، فكانت أولى مهامه قائداً لفصيل قوات خاصة (المظليين)، ليشق طريقه في سلم القيادة بخطى واثقة.
تنقّل بين المواقع والمهام القيادية، من قائد سرية وضابط استخبارات، وصولاً إلى قيادة كتيبة القوات الخاصة (101)، ثم تولى منصب مساعد مجموعة مكافحة الإرهاب، حيث شارك في العديد من العمليات النوعية، ما أكسبه خبرة ميدانية نادرة وشجاعة متميزة.
لم تتوقف مهمته عند حدود الوطن؛ بل قاد كتيبة حفظ السلام في سيراليون، حيث شاركت وحدته في حماية المدنيين ومقاتلة الثوار، ليجسد دور الجندي الأردني في دعم الأمن والسلام العالميين.
كما تولى قيادة وحدة دفاع وأمن القيادة العامة، ثم تسلم قيادة لواء الأمير زيد في المنطقة الجنوبية، ومديراً لأركان الفرقة 12 في المنطقة الشمالية، واضعاً بصمته في كل موقع تسلمه. وواصل مسيرته المهنية بدورة الزمالة في أكاديمية ناصر العسكرية بجمهورية مصر العربية، ما أضاف إلى رصيده العلمي والعسكري بعداً استراتيجياً جديداً.
وبعد رحلة عطاء امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، تقاعد دوجان باشا عام 2010 برتبة لواء، محاطاً بتقدير وامتنان المؤسسة العسكرية، وحائزاً على أوسمة رفيعة نظير إخلاصه وتفانيه في الخدمة.
ورغم تقاعده، لم يغادر ميادين العطاء؛ فقد تولى رئاسة "تجمع البلقاء للمتقاعدين العسكريين"، ليبقى صوته مدوّياً في خدمة زملائه وأبناء وطنه، حاملاً همّ الوطن وجنوده في قلبه وعقله.
وفي حديث مؤثر له، يقول دوجان باشا:
"نستذكر في هذه الأيام دور الهاشميين، من الشريف الحسين بن علي مفجّر الثورة العربية الكبرى، إلى الملك المؤسس عبدالله الأول، والملك طلال واضع الدستور، والملك الباني الحسين بن طلال الذي عزز استقلالية الجيش، وصولاً إلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الذي واصل مسيرة التطوير والبناء، خاصة في المجالات العسكرية، ووقف دوماً إلى جانب فلسطين وأهلنا في غزة الصامدة."
ويختم حديثه بدعاء صادق:
"نسأل الله النصر والفرج القريب لأهلنا في فلسطين، وحفظ الله الأردن قيادةً وشعباً."