أكد الحديدي بمناسبة إطلاق "ملتقى الحوار المجتمعي للتخفيف من الآثار المالية المترتبة على السلوكيات في تطبيق العادات والتقاليد"، أن التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها المجتمع الأردني تستدعي تحركًا واعيًا ومبادرات تطوعية جادة تعيد التوازن لمنظومة القيم وتضع الإنسان في صلب الأولويات.
وقال الحديدي:"نعيش في زمن تتغير فيه الموازين السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، ما انعكس سلبًا على استقرار الأفراد وأرهق كاهل المواطن الأردني. وقد أدّى تراجع الطبقة الوسطى وغياب المرجعيات المجتمعية إلى نمو سلوكيات مشوهة تتنافى مع جوهر ثقافتنا، ومنها التفاخر المادي والنفاق الاجتماعي وتكاليف المناسبات الباهظة دون مبرر."
وشدد الحديدي على أن التغيير يبدأ من داخل الإنسان ووعيه، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وأضاف:
"لا يمكن تحقيق إصلاح اجتماعي حقيقي دون مراجعة العادات والتقاليد التي لم تعد تنسجم مع واقعنا الاقتصادي، وباتت تشكل عبئًا على الأسر والمجتمع."
وأوضح أن ملتقى الحوار المجتمعي يمثل خطوة تطوعية عملية تهدف إلى الحد من الممارسات المكلفة في المناسبات الاجتماعية، من خلال حوار وطني مسؤول يستند إلى وعي جماعي وقيم راسخة.
وكشف الحديدي أن مدينة السلط ستحتضن المؤتمر المقبل بتاريخ 14 حزيران الجاري، لما تمثله من رمزية وطنية ومجتمعية، مؤكدًا أن هذه الفعالية تأتي امتدادًا لوثيقة السلط الشعبية التي أرست مفاهيم التماسك المجتمعي والتكافل.
واختتم الحديدي بالقول:"نحن لا نرفع شعارات، بل نمارس ما ندعو إليه، ونؤمن أن الإصلاح لا يتحقق إلا بجهد جماعي هادئ وواعٍ، يشارك فيه الجميع: من العشائر والجمعيات، إلى المساجد والكنائس والدواوين وسائر الهيئات المجتمعية."
وأشار إلى أن الملتقى يسعى إلى تشكيل مرجعية سلوكية حديثة تواكب العصر، دون التفريط بالقيم، وتضع المواطن في مركز الاهتمام.