في العاشر من حزيران من كل عام، يسطع في ذاكرة الأردنيين وهجُ المجد الوطني والقومي، حين نستعيد إرث الثورة العربية الكبرى المجيدة، ونحتفل بعيد الجيش الأردني الباسل، ونقف بإجلال أمام تضحيات شهدائنا الأبرار، الذين سطروا بدمائهم ملحمة الكرامة والحرية.
إن الحزب العربي الديمقراطي الأردني، وهو يستلهم من روح النهضة القومية التي أطلقتها الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، يؤكد أن هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى، بل عهد متجدد على مواصلة مسيرة التحرر والوحدة والعدالة، التي شكلت جوهر المشروع العربي النهضوي.
نترحم في هذه الذكرى على أرواح شهدائنا الأردنيين الأبطال الذين خضّبوا بدمائهم تراب فلسطين والقدس، كما خضّبوه في معارك الكرامة، الجولان، والجنوب اللبناني، دفاعًا عن قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي كانت وستظل قضيتنا المركزية، مهما طال الزمان وتعاظمت المؤامرات.
إننا نعتز ونتشرف بدور قواتنا المسلحة الأردنية – الجيش العربي، هذه المؤسسة الوطنية العروبية التي كانت دائمًا في طليعة المدافعين عن كرامة الأمة، و المثبتة للموقف الأردني الثابت: لا سلام دون حق، ولا استقرار دون دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
ويؤكد الحزب أن الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، تمثل خط الدفاع الأول في وجه محاولات تهويد المدينة المقدسة و تزوير هويتها، و تُعد موقفًا سياديًا و وطنيًا لا نقبل المساس به أو المساومة عليه.
كما يشيد الحزب بالدور العربي والإنساني الذي تضطلع به القوات المسلحة الأردنية، في نصرة الأشقاء العرب ودعم استقرارهم، تجسيدًا لموقع الأردن العروبي الأصيل، وموقعه الطبيعي في قلب قضايا الأمة، وموقع جيشه كمؤسسة تحمل همّ العروبة وتدافع عن كرامتها.
وإذ يؤكد الحزب العربي الديمقراطي الأردني موقفه الثابت إلى جانب شعبنا العربي في فلسطين، ورفضه المطلق لكل أشكال التطبيع والتفريط، فإنه يجدد العهد بأن يظل صوتًا وطنيًا حرًا، وقوميًا صادقًا، في ميادين الكفاح السياسي دفاعًا عن هوية الأمة، وسيادة الأردن، وكرامة الإنسان العربي.
وفي هذه الذكرى الخالدة، نُجدد الولاء لرسالة الثورة، والوفاء لدماء الشهداء، والعهد لجيل المستقبل أن تبقى رايات التحرر مرفوعة، حتى يتحقق النصر وتعود الحقوق إلى أصحابها.
المجد للجيش… الخلود للشهداء… والوفاء لرسالة الثورة