ستة وعشرون عامًا مرّت منذ لحظةٍ حُفرت في ذاكرة الوطن لحظة جلوس جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، على العرش الهاشمي المجيد.
ستة وعشرون عامًا لم تكن مجرد عبورٍ زمني، بل كانت رحلة وطنية مكتملة الفصول، مليئة بالتحديات، مشبعة بالإنجاز، مكلّلة بالعطاء.
وفي هذه الذكرى الغالية على قلوب الأردنيين جميعًا، تكتب منصة RYS الدولية للعمل الشبابي – ممثلةً صوت الشباب في كل قرية ومدينة، وفي كل جامعة ومؤسسة وميدان – رسالة عهدٍ ووفاء، نخطّها بمحبة، ونرفعها بيقين وطني لا يتزعزع.
يا سيدي عبد الله ما كانت الأعوام التي مضت أرقامًا على روزنامة الدولة، بل كانت شواهد على تاريخ يُصنع، وبصمات على حكاية وطنٍ قاوم، ونهض، وارتقى.
أنتم الملك الذي لم ينحنِ لعاصفة، ولم يتردد أمام قرار، ولم يتخلّ عن شعبه مهما اشتدّت الظروف.
أنتم القائد الذي آمن بالشباب فآمنوا بأنفسهم، وراهن عليهم، فكانوا عند الحُسن دائمًا.
يا ابن الحسين وسند النشامى أنت الذي إذا ضاقت الأمة، كنتَ الطريق. وأنت الذي إذا عتمت الليالي، أشعلت فينا النور.
نقسم أمام الله، وأمام التاريخ، أن نظل على العهد أن نكون جندك في الميدان، وسندك في الرأي، وامتدادك في مشروع الوطن الكبير.
في عهدكم، لم يعد الشباب على الهامش بل صاروا في قلب القرار، وفي مركز الحدث، وفي صدارة الإنجاز.
صاروا منصات حيّة تنبض بالمبادرات، وسفراء للتغيير، وروّادًا في الميادين التي كانت حُلمًا بالأمس، وأصبحت اليوم واقعًا نعيشه ونفتخر به.
أنتم يا مولاي، من جعلتم من الشباب شُركاء لا متفرجين، ومنحتم الثقة قبل الدعم، والأمل قبل التمويل، والكلمة قبل المنبر.
واليوم، نجدد القول أنتم الهيبة إذا نطقتم، والحكمة إذا قررتم، والأب الذي ما خذل أبناءه يومًا.
وفي عيد الجلوس، نرفع أكف الدعاء بأن يحفظكم الله، ويطيل في عمركم، ويبارك في سموّ وليّ عهدكم، الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، الذي يسير بثبات في طريق القادة، حاملاً روح الشباب، ونظرة المستقبل، وعنفوان الأردن القادم.
وندعو الله أن يبقى الأردن كما أراده الأوائل وطنًا عزيزًا، آمنًا، قويًا بهويتنا، وفخورًا بقيادته، وعامرًا بشبابه الذين لا يعرفون المستحيل.
كل عام وجلالتكم بألف خير وكل عام والأردن أقوى بكم، وأجمل بظلّكم، وأوسع حلمًا بنهجكم.