في مثل هذا اليوم، يستذكر الأردنيون والعرب بكل فخر واعتزاز الشهيد الرائد الطيار فراس العجلوني، أحد أبرز رموز التضحية في سلاح الجو الملكي الأردني، الذي ارتقى شهيدًا في الثامن من حزيران عام 1967 إثر قصف جوي صهيوني استهدف طائرته أثناء استعداده للإقلاع من قاعدة الملك الحسين الجوية لمواصلة قصف أهداف عسكرية معادية في عمق الأراضي المحتلة.
الشهيد العجلوني لم يكن مجرد طيار مقاتل، بل كان من أبطال السماء الذين سطّروا أروع ملاحم الشجاعة والفداء.
فقد شارك إلى جانب رفاقه من طياري سلاح الجو الملكي في قصف وتدمير مواقع عسكرية للعدو داخل فلسطين المحتلة، كان أبرزها مطار اللد، في واحدة من أشرس موجات الرد العسكري العربي خلال عدوان حزيران عام 1967.
سبق ذلك إنجازه البارز في العام 1966، حيث شارك العجلوني في أول مواجهة جوية مباشرة مع طيران الاحتلال، أظهر خلالها ورفاقه من الطيارين الأردنيين كفاءة قتالية عالية ومهارة تكتيكية متميزة، أدت إلى إسقاط عدد من طائرات الميراج، والتي كانت تُعد آنذاك من أقوى وأحدث الطائرات المقاتلة في العالم. وقد كرّمه المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال، طيّب الله ثراه، بـ وسام الإقدام العسكري، تقديرًا لشجاعته وتفانيه.
ولد الشهيد البطل فراس العجلوني عام 1936 في مدينة الزرقاء، والتحق بسلاح الجو الملكي الأردني عام 1954. تدرّج في الرتب والمناصب، وشارك في عدة دورات متقدمة داخل الأردن وخارجه، حتى أصبح قائدًا لسرب مقاتلات هوكر هنتر، وهو من الطرازات القتالية التي مثّلت العمود الفقري للقوة الجوية الأردنية آنذاك.
لقد كان العجلوني مثالًا للجندي الأردني المخلص، جمع بين الانضباط العسكري والروح الوطنية العالية، وظل ثابتًا على قسمه حتى آخر لحظة من حياته، حيث نال شرف الشهادة وهو يؤدي واجبه في الدفاع عن وطنه وأمّته.
رحم الله الشهيد فراس العجلوني، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.