في اللحظة التاريخية التي حققها منتخبنا الوطني لكرة القدم بتأهله رسمياً إلى بطولة كأس العالم 2026، تعالت الهتافات ورفعت الرايات الوطنية في كافة محافظات المملكة، وغمرتنا جميعاً مشاعر الفخر والعزّ، لكن وسط هذا الزخم الوطني المستحق، يغيب اسم لطالما كان جزءاً من الحكاية الوطنية، صوتاً من أصوات "النشامى" المدوية في ملاعب آسيا والعرب... إنه حمزة الدردور.
لا أعرف هذا اللاعب شخصياً، ولا تربطني به علاقة أو مصلحة من هنا أو هناك، لكن الإنصاف لا يحتاج إلى صلة دم، بل إلى ضمير حي وقلب يعرف معنى الولاء للوطن، حمزة الدردور ليس مجرد اسم في قائمة لاعبي منتخبنا الوطني، بل هو من حمل قميص المنتخب، وسجل أهدافاً لا تُنسى، ووقف في لحظات العزيمة ممثلًا للأردني الأصيل الذي يقاتل من أجل راية بلاده، كيف لا وهو الهداف التاريخي للمنتخب واسمه دوّن في سجلات المجد بأهداف صنعت الفارق وأسعدت الجماهير، كيف يُستبعد لاعب بهذه القيمة وهو من عرف طريق الشباك مراراً حين كان المنتخب بحاجة لمن يهزّ المدرجات فرحًا؟!
نعلم أن استبعاده من المنتخب وغيابه عن بطولة آسيا الأخيرة جاء إثر خلاف مع الجهاز الفني، وهو أمر قد يحصل في عالم الرياضة، لكنه لا يُلغي تاريخ اللاعب ولا يلغي حقه في الإنصاف، الخلافات تزول، أما العطاء فلا يُمحى، وإن كنا نؤمن بأن المنتخب ملك للوطن، فإن احتواء الخلافات وطي صفحات التوتر هو جزء من فن الإدارة الرياضية، لا سيما ونحن على أبواب أكبر محفل كروي في العالم.
واليوم، بعد أن تحقق الحلم وتأهلنا للمونديال، تزداد المسؤولية، وتعلو الحاجة إلى من يمتلك الخبرة والروح، في لحظات الحسم.
وفي ظل ما يشهده المنتخب الوطني الأردني من دعم ملكي متواصل وتطلعات جماهيرية لتحقيق إنجازات كروية مشرفة، ومن هذا المنبر الصحفي، وباسم كل من ينشد العدالة ويؤمن بأن الوفاء لا يسقط بالتقادم، تتوجه الأنظار إلى صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، صاحب الأثر الكبير على أداء المنتخب والداعم من الميدان لتحقيق النتائج الإيجابية ولما له من دور مؤثر في تحفيز اللاعبين وتعزيز الأداء الوطني، وإلى سمو الأمير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم، المعروف بقيادته الحكيمة وحرصه الدائم على مصلحة الكرة الأردنية، بأن يُعاد النظر في قضية استبعاد اللاعب حمزة الدردور من المنتخب، وأن تُمنح الفرصة له بإعادته إلى صفوف المنتخب والمشاركة في بطولة كأس العالم 2026 كونها تمثل حلماً وطنياً، ويستحق حمزة الدردور أن يضيفها إلى سجله الكروي المتميز.
إن عودة حمزة لا تعني تراجعاً، بل تجسيداً لأسمى قيم الرياضة: العدل، والاحترام، والتاريخ الذي لا يُمحى، فمن غير المنصف أن يُطوى اسم أحد أبرز نجوم الكرة الأردنية في لحظة احتفال، بعد أن رسم الفرح في وجوه الجماهير لسنوات.
الوطن يحتفل اليوم... فلنحتفل جميعاً، دون أن يُقصى من كان جزءاً من الطريق!.