يُعد العميد الركن المتقاعد فنخير عضوب الزبن، أحد أبرز القادة العسكريين الذين شاركوا في معركة الجولان عام 1973، حيث قدّم نموذجًا في الشجاعة والانضباط العسكري، وخلّد اسمه في سجلّات التضحيات الأردنية دفاعًا عن الأمة.
ولد الزبن ونشأ في بيئة عشائرية معروفة بالقيم الوطنية والالتزام، فالتحق بالقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وخدم في صفوفها خلال مراحل مفصلية من تاريخ الأردن والمنطقة، حيث تولى مهام عملياتية في لواء 40 المدرع، وكان له دور فاعل في التحضيرات لمعركة الجولان.
وفي ليلة الاستعداد للمعركة في منطقة الحمراء بالمفرق، وقف الزبن إلى جانب رفاقه في وداع القائد الأعلى جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي خاطبهم بثقة واعتزاز قائلاً: "أنا أثق بكم وبدي ترفعوا روسنا بالجولان وأنا أعرف من أنتم".
وخلال المعركة، أظهر الزبن حنكة ميدانية عالية، وكان يُعرف بصرامته في التدريب وحنانه مع الجنود، فجمع بين الحزم الأبوي والانضباط العسكري، ولقّب حينها بـ"أسد من أسود الجولان"، نظرًا لثباته في مواجهة العدو في أصعب الظروف.
ويستذكر زملاؤه موقفه في "تل الحارة" حين سقط العديد من الشهداء بينهم الملازم أول فريد الشيشاني، حيث ظل الزبن يقود الجند نحو المواجهة بكل عزيمة، وسط زغاريد المدافع وصيحات التكبير.
بعد تقاعده، واصل الزبن حضوره في الذاكرة العسكرية الأردنية، باعتباره أحد القادة الذين أسهموا في تشكيل العقيدة القتالية لجيل من الضباط، وترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء للوطن والقيادة.
وتبقى سيرته علامة مضيئة في سفر القوات المسلحة الأردنية، تروى للأجيال القادمة، كنموذج للرجل الذي آمن بالأرض وبالرسالة العسكرية النبيلة، وظل وفيًا لقسمه حتى آخر لحظة من خدمته..