دعت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين المجتمع الدولي إلى إعادة الاعتبار للإنسانية وكرامة الإنسان وقدسية الحياة في فلسطين، في ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، وخاصة في قطاع غزة، من إبادة جماعية ممنهجة عبر القتل والتجويع والتهجير والتطهير العرقي، على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 20 شهراً.
وأكدت اللجنة، في بيان صادر اليوم الخميس، عن رئيسها وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور رمزي خوري، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، أن هذه الجرائم تمثل وصمة عار على جبين كل من يدعم أو يصمت أو يتواطأ أو يلتزم الحياد تجاه معاناة شعب أعزل يفتك به الجوع والعطش، بينما يتخلى عنه المجتمع الدولي ويفرّط بأرواح أبنائه، حتى في مراكز توزيع المساعدات الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن مدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى المبارك، تتعرض لحملة تهويد ممنهجة تنفذها حكومة إسرائيلية يمينية دينية استيطانية متطرفة، تسعى إلى طمس هوية المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية على حد سواء.
كما نددت اللجنة بجرائم الاحتلال والمستوطنين المتواصلة في الضفة الغربية المحتلة، والتي قالت إنها تندى لها جبين الإنسانية جمعاء، من قتل وتهجير قسري وتوسيع الاستيطان، إلى عمليات الهدم والاعتداءات الوحشية على المواطنين وممتلكاتهم وخنق حياتهم اليومية في تجمعاتهم السكنية.
وطالبت المجتمع الدولي، وخصوصاً الكنائس العالمية، بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني، والعمل الجاد لإنهاء محنته، ووقف العدوان، ومحاسبة المعتدين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية العاجلة دون أية قيود، وإنقاذ حياة المدنيين من القتل والجوع والتشريد.
واختتمت بيانها بالتأكيد على أن هذه الأهوال والجرائم، رغم قسوتها، لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة صموده وتشبثه بأرضه، ومواصلة نضاله المشروع من أجل نيل حقوقه الكاملة، وفي مقدمتها حق العودة، وتقرير المصير، والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة