نستذكر اليوم العقيد محمد سليمان العطنة، الذي خلد اسمه في سجل الشرف والإنسانية من خلال مسيرة حافلة بالعطاء في صفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، وفي ميدان العمل الإنساني والطبي، لا سيما خلال توليه قيادة المستشفى الميداني العسكري الأردني في قطاع غزة.
المرحوم العطنة، الذي أمضى سنوات خدمته مخلصًا لوطنه وقيادته، عُرف بكفاءته العالية وتفانيه في خدمة المرضى والمحتاجين، وحمل على عاتقه مسؤولية إيصال رسالة الجيش العربي الطبية والإنسانية إلى الأهل في غزة، فكان نموذجًا للقائد العسكري الذي يزاوج بين الانضباط والرحمة.
وخلال قيادته للبعثة الـ19 للمستشفى الميداني في غزة، حرص العطنة على تعزيز التعاون مع القطاع الصحي الفلسطيني، وأشرف على دعم وتنظيم العديد من العمليات الجراحية النوعية، من أبرزها عملية لطفل في الرابعة من عمره كان يعاني من تشوه خلقي في اليدين، حيث شكّل فريقًا طبيًا مختصًا بقيادة مدير المستشفى آنذاك الدكتور ناصر خريسات، لإجراء الجراحة بنجاح.
حيث تم منح شهادة الدكتوراه الفخرية للعقيد محمد العطنة من رئيس الجامعة الإسلامية في قطاع غزة آنذاك .
وفي إحدى زياراته الرسمية لمجمع الشفاء الطبي في غزة، عبّر العطنة عن التزام الأردن المستمر بدعم الأهل في القطاع، مؤكدًا أن المستشفى الأردني ليس مجرد منشأة طبية، بل عنوان للتضامن والأخوة الصادقة.
رحل العقيد محمد العطنة، لكن إرثه الإنساني والمهني بقي حاضرًا في قلوب من عرفوه، وذكرى طيّبة في وجدان كل من خدمهم ووقف إلى جانبهم، تاركًا بصمة لا تُنسى في سجل الشرف العسكري والواجب الإنساني...