فى شهر ذى القعدة وتحديداً بعد حرب الفجار (سميت كذلك لوقوعها فى الأشهر الحرم ) بأربعة أشهر وكان محمداً نبى الله
ﷺ مازال شاباً يبلغ من العمر عشرين عاماً
اى أنه لم تتنزل الرسالة علية بعد
وسبب الحلف أن رجلا من زبيد ( بلد باليمن ) قدم مكة ببضاعة فاشتراها منه العاص بن وائل، ومنعه حقه فاستعدى عليه الزبيدي (أشراف قريش)، فلم ينصفوه لمكانة العاص فيهم، فوقف عند الكعبة واستغاث بآل فهر وأهل المروءة، فقام الزبير بن عبد المطلب فقال: ما لهذا مترك (صعب التغاضى )، فاجتمعت بنو هاشم، وزهرة، وبنو تَيْم بن مرة في دار عبد الله بن جدعان فصنع لهم طعامًا ، فتعاقدوا وتحالفوا بالله ليكونُنّ يدًا واحدة مع المظلوم على الظالم حتى يُرد إليه حقه، ثم مشوا إلى العاص بن وائل، فانتزعوا منه سلعة الزبيدي، فدفعوها إليه، وأبرموا هذا الحلف، الذي سمي بحلف الفضول( لأن من قام به كان في أسمائه ثلاثه اسماء فضل "كالفضل بن الحارث، والفضل بن وداعة، والفضل بن فضالة"
إن حلف الفضول كان تجمعا وميثاقا إنسانيا تنادت فيه المشاعر الإنسانية لنصرة الإنسان المظلوم، والدفاع عن الحق، ويعتبر من مفاخر العرب قبل الإسلام ، وإنّ بريق الرضا والفرح بهذا الحلف يظهر في ثنايا الكلمات التي عبّر بها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عنه بقوله: ( ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت به في الإسلام لأجبت )، فإنّ الحب والحمية للحق، والحرص على تحقيق العدل هو هديه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ، فهو القائل في الحديث المشهور عنه صلوات الله وسلامه عليه: ( أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايـم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) رواه البخارى
ماذا يحدث الآن نحن نعيش فى المنتصف فى كل شئ نصف دين أذا أستشارنا أحد ونصف لا دين أذا كان يتعارض مع نوايانا ، و إنصاف بالكلمة مادام لا يخصنا وأذا كان لنا فلا أنصاف فية ، وشهادة حق لأدانة غيرنا ولا نعترف أذا كانت تدين أحدنا ، منتصف لا يصل المرء فية الى الجنة ولا يقود للنار منتصف لا لون ولا هوية له يميل مع الأقوى ويتبخر مع الضعيف
مالا يدركة المرء مواطناً أو مسئولاً أن الظلم والرمادية لا تساهم برفعة الأخلاق المجتمعية وتفاقم من المظالم ولدى الجميع قصص تدل على الفساد المنتشر من البيوت حتى المؤسسات ، حيث مبدء لا مبدء هو المنتشر.
، الخوف من فقدان الهوية أعظم مما تتخيل فالكل يقوم بتوريث المجتمع مشاريع منقوصة وقوانين مفصلة لحماية الفاسد وكسل بالعمل وترقيع للوظيفة وشلل للعمل شلت التطور العام ، تلك حقوق فى رقبة الجميع فى البيت والعمل ، والمؤسسة، ومطالبين بردها الى منتفعيها من الأسرة والمواطن .
نحن بحاجه الى حلف فضول جديد يساهم بأعطاء الحقوق الى أصحابها ويتكاتف الجميع للتصدى للفساددوالمحسوب ، ويستجلب الضمير لرد المال العام ، لنهضة الوطن ويجدد العهد ، والوفاء ، لا قولاً ومهرجانات ومفرقعات كلامية بل ردع كل من تسول له نفسة بظلم الوطن والمواطن .
فنحن عابرون واولادنا من سيتسلم الأمانة من بعدنا فلنقدم لهم وطناً قابلاً للحياة والمنافسة والبقاء
والكل مسئول من مكانة وعمله ووظيفته فهو ليس تشريف بل تكليف وعنه ستحاسبون فى الدنيا قبل الآخرة .