مَن منّا لا يتشرّف بدعوته لحفلٍ هو الأجمل على الوطن والأردنيين؟
نعم، إنه عيد الإستقلال العظيم، الذي يلخص تاريخُ مجد تليد، ويروي قصةَ ولادةِ وطنٍ بعزم وإصرار أسلافنا الذي نحتوا بأيديهم صخور التحدي، وعبّدوا الطريق لحاضرٍ يشهد نقلة نوعية ثقافية وحضارية يتغني بها القاصي والداي، ويروي أمجاد وطن بني على الحب والعزم والإصرار والتضحية والوئام والأخوة والإرادة، كتلك الإرادة التي جعلت من الطفل بشار المناصير العبادي أن يحظى بشرف الدعوة لعيد الإستقلال التاسع والسبعين والمثول بشموخ وعز على منصة الإحتفال الرسمية في قصر الحسينية ليعلنها بصراحة " احنا قدها وقدود يا أبو حسين، بعون الله، اتطمن".
عندها ابتسم له جلالة الملك، وابتسمت معه كل المملكة فرحا وابتهاجا واعجابا لهذا الطفل الذي تحدى بتر قدمه منذ طفولته، وشكل نموذج الجيل الشبابي الصاعد بتحدي كل الصعاب والمعيقات حتى ولو كان ذلك فقدان عضو هام من أعضاء الجسم، فالحياة لا تقف هنا، بل هي مسيرة عزم واصرار وتحدي.
وهي الحياة، بقبول التحدي، والإصرار على النجاح كإصرار هذا الطفل الصاعد بشار، فهذه الشخصية الفذة التي تطمح، ستصل لا محالة يوما ما إلى أن تجلس على كرسي القضاء ليكون قاضيا كما يحلم أن يكون، ليشهد للحق والعدالة، ويروي قصة اللمسة الإنسانية الهاشمية المميزة التي تهتم بأبنائها جميعا وترى فيهم جيلا نشميا سيحمل بفخار راية الوطن خفاقة بسماء المجد. هذه حقا هي ثروة الأردن الحقيقية، بطموح أطفاله وشبابه الذي يطال عنان السماء، وعزيمتهم التي لا تنثني بل، يحولون التحديات إلى فرص والمنعطفات إلى إنجازات، ويتخطون كل الصعاب.
فهذا الشاب الناهض بشّار العبادي يجسّد أجمل معاني عيد الإستقلال التي نحتاجها جميعا، فقصته قصة نجاح حقيقية، جعلته يعتلي منصة عيد الإستقلال لينال شرف الظهور أمام الحضرة الهاشمية وأمام كل الأردنيين والعالم وينال كل الدعم مثل أمثاله الذين يقبلون التحدي، ليصلوا إلى ما يصبون إليه، ويخدموا الأردن أفضل بكثير ممن يركضون عبثا ويمشون بلا فائدة.
ما أروعك يا بشار! فقد كنت خير سفير أردني نشمي للإنسانية ولفلسطين، فتشجيعك في المدينة الطبية لطفل فلسطيني مبتور القدم، والقيام بالركض أمامه أعاد له الأمل بأنه سيقف على رجليه من جديد، وسترتسم الفرحة من جديد على وجهه، وسيبث يذوره روح التفاؤل والأمل لأطفال غزة وفلسطين الذي اثخنتهم الجراح والآلام وغياب مرحلة الطفولة على وقع القصف والدمار والخراب.
من يستحق غيرك يا بشار أن يُدعى لمنصة عيد الإستقلال التاسع والسبعين؟ فمن يحذو حذوك بالعزيمة والإصرار والروح المعنوية العالية سيدعى لا محالة لهذا التكريم الملكي.
بهذه العزيمة وهذا الإصرار وهذه الإرادة يبنى الأردن.