في الخامس والعشرين من أيار، لا يتوقف الزمن ليُصادف تاريخًا عابرًا، بل يشرق فجرٌ جديدٌ في ذاكرة الأمة، ونُعيد إحياء روح وطن نبض بالحرية والعزيمة، عيد الاستقلال في الأردن ليس مجرد يوم نحتفل فيه؛ إنه لحنٌ خالدٌ تُعزفه قلوب الأردنيين، وترنيمةٌ تُرددها جبالنا الشماء وسهولنا الخضراء، إنه حكاية شعب صاغ مجده بيده، وقيادة رسمت دربه بحكمة، هو اليوم الذي تُزهو فيه روح الوطن الأبية، وتُعانق فيه سماء العز تراب الفداء، إنه دعوة لنا لنبصر فجر الأردن الشامخ، ونستشعر عمق التضحيات التي أينعت وطنًا يزهو بالكرامة، ونستعيد عبق الماضي، ونستلهم جذوة الحاضر، ونضيء قناديل المستقبل.
حكاية الصمود … كيف صَنَع الأردنُ المستحيلَ من قلبِ التحديات!
هل تخيلت يوماً أن الأردن، ذلك المربع الجغرافي الصغير، سيصبح منارة للأمن والاستقرار في منطقة مضطربة؟ إنها ليست صدفة! من رمال الصحراء الذهبية، حيث بدأت الحكاية الهاشمية، انطلقت شرارة التأسيس، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود؛ بل كان مليئاً بالتحديات، لكن إرادة الشعب الأردني والتفافهم حول قيادتهم الحكيمة، حوّل الحلم إلى حقيقة. اليوم، نشاهد صروحاً من التقدم والازدهار، تُجسّد ملحمة بناء لا تزال فصولها تُكتب.
الأردن قلب الإنسانية النابض... منارة العطاء في زمن التحديات!
في عالم تتلاطم فيه أمواج النزاعات، يظل الأردن مرساة للأمان وقلباً مفتوحاً لكل محتاج، إنها ليست مجرد سياسة، بل هي روح متجذرة في قيمنا الأصيلة، هذا الوطن الصغير بحجمه، العملاق بفعله، لم يتوانَ يوماً عن تقديم العون، فكان الملاذ الآمن ومثالاً يحتذى به في التعايش والتسامح، في عيد الاستقلال، لا نحتفل فقط بحريتنا، بل نُعلي أيضاً من شأن هذه القيم التي جعلت الأردن واحة سلام في صحراء الاضطرابات.
المستقبل لنا... بذور نغرسها، وثمار نحصدها
ماذا يعني لنا عيد الاستقلال اليوم؟ إنه ليس نهاية المطاف، بل نقطة انطلاق جديدة! هو دعوة لنا جميعاً، شباباً وشابات، آباء وأمهات، لنكون الورثة الأمناء لهذا الإرث العظيم، إن مستقبل الأردن يكمن في سواعدنا، في عقولنا، وفي إبداعاتنا، بالعلم، بالعمل الجاد، وبالإيمان بقدرتنا على التغيير، يمكننا أن نزرع بذوراً تُثمر غداً مشرقاً، أردنياً بامتياز، لنصنع معاً قصة نجاح جديدة، تليق بعظمة الماضي وطموح المستقبل.
في هذا اليومِ المباركِ، تتوحدُ القلوبُ، وتتسامى الأرواحُ، لِتُرسلَ أجملَ التحايا إلى أردننا الغالي، وإلى قيادتهِ الهاشميةِ الحكيمةِ، كلُّ عامٍ وأردنُ العزِ يرفلُ في ثوبِ الفخرِ، شامخاً، حراً، أبدياً، تحتَ ظلالِ الرايةِ الهاشميةِ الخفاقةِ، وقبلةً لأبنائه المخلصين.