من رحم الصبر ودماء الكفاح، وُلدت مملكتنا الأردنية الهاشمية، حُلمًا راود الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، وواقعًا خطّه الأردنيون بالولاء والعزيمة والإيمان.
نحتفل اليوم، في 25 أيار، بيوم الاستقلال، لا كتاريخٍ محفوظ في الذاكرة، بل كنبضٍ حيّ في قلوبنا، وعرسٍ وطنيّ تعانق فيه الأهازيج السماء، وتتمايل فيه الأعلام على واجهات البيوت ونوافذ السيارات، كأن الأرض كلها تردد: هنا الأردن. هنا العز. هنا المجد.
منذ عام 1921، والأردنيّ لا يعرف الاستكانة. في ظل الانتداب، كان يزرع بذور الكرامة، وحين تأسست أول حكومة برئاسة رشيد طليع، بدأت رحلة التأسيس الحقيقي لدولة القانون والمؤسسات. ثم جاء 25 أيار 1946، يوم أشرق فيه فجر الاستقلال، حين أعلن الأردن دولته الحرة بقيادة الهاشميين، ليبدأ عهد جديد من السيادة والوحدة والكرامة.
نحن اليوم، بعد 104 أعوام على تأسيس الإمارة، نقف بشموخ أبناء الوطن الواحد، نحمل راية الأجداد، ونمضي بها في دروب المستقبل، نغني للوطن، لا من باب الطرب، بل من باب الوفاء.
في هذا اليوم، لا نحتفل فقط بتاريخ، بل نُجدد عهد الانتماء. نحمل شماغنا الأردني على أكتافنا ونقول للدنيا:
نحن أبناء الكرامة،
نحن حماة الديار،
نحن الأردن.
كل عام ومملكتنا بخير، وقائدنا المفدى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بألف عزّ وسلام،
وكل عام ونحن شعب واحد، لا تُفرّقه الظروف، ولا تُكسِره التحديات.