تسعةٌ وسبعون عامًا تفصلنا عن ذلك اليوم الخالد الذي تُليَ فيه نص القرار التاريخي لإعلان الأردن مملكة مستقلة لتتحرر من نير الانتداب البريطاني وتبدأ فصلًا جديدًا من العزة والكرامة في إقليم مضطرب لم يشهد الاستقرار والأمن منذ عقود طويلة.
نعم لقد شكّل هذا اليوم محطة تاريخية فارقة في تاريخ الدولة الأردنية صنعته إرادة وطنية قوية وعزيمة شعب واعٍ وقيادة هاشمية حكيمة وضعت اللبنات الأولى لتأسيس الدولة الأردنية الحديثة وترسيخ مفهوم السيادة الوطنية المتوشحة بالفخر والعزة والكرامة حتى غدا قلعةً شامخةً في وجه التحديات وصوتًا للحكمة والاعتدال السياسي على الرغم من وجوده في مسرح صراعات جيوسياسية وكذلك تحديات حروب الجوار وأزمات اللجوء والضغوط الاقتصادية.
فالاستقلال ليس مجرد مناسبة وطنية نحتفي بها في كل عام؛ بل هو تذكير بقيم الانتماء والولاء وهو فرصة نجدد فيها العهد والولاء ونستحضر تضحيات الآباء و الأجداد وجهود القيادة في سبيل رفعة الوطن وازدهاره وعلينا أن نواصل مسيرة البناء والإنجاز بثقة وعزيمة لا تلين وأن نترجم حبنا لوطننا بالعمل المخلص الدؤوب والتمسك بالقيم الإسلامية النبيلة التي دعا إليها ديننا الحنيف فحب الوطن من الإيمان وأن نكون على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات التي تعترض طريق التطور والنماء ومن بين أبرز هذه التحديات الفقر والبطالة ومحاربتهما يحتاج منا إلى وقفة جادة وعمل مشترك فهي واجب وطني يتقاسمه كل فرد منا ومؤسسة في هذا الوطن العزيز من خلال دعم الشباب وتشجيع ريادة الأعمال والإنتاج وتعزيز التكافل الاجتماعي بين أبناء الوطن لنجعل من الاستقلال محطة عمل وتجديد لا مجرد ذكرى ولنكن جميعًا شركاء في بناء أردن قوي مزدهر خالٍ من الفقر والبطالة يتسع لكل أبنائه ويمنحهم الحياة الكريمة.
وبهذه المناسبة العزيزة لا يسعني إلا أن أرفع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين حفظهم الله ورعاهم أسمى آيات التهنئة والتبريك حمى الله الأردن أرضًا وملكًا وشعبًا من كل مكروه وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار والتقدم والازدهار وكل عام والوطن وقائد الوطن والشعب الأردني بألف ألف خير.