في كل عام، وتحديدًا في الخامس والعشرين من أيار، يتجدد في قلب كل أردني شعور الفخر والانتماء، ويعلو صوت الوطن في عيد الاستقلال، ذلك اليوم الذي لا يُختزل فقط في احتفال، بل يُجسد قصة شعب آمن بحقه في الحياة الكريمة، وناضل من أجل استقلاله بكل شرفٍ وإباء.
الاستقلال الأردني ليس مجرد محطة تاريخية، بل هو ميثاق ولاء وانتماء، ونتاج تضحيات رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، من القيادة الهاشمية الحكيمة إلى أبناء الوطن الشرفاء. إنه ثمرة كفاح ضد الاستعمار، وانطلاقة لدولة ذات سيادة، حققت في عقود قليلة من الإنجاز ما يفخر به التاريخ.
الوطن، ليس أرضاً نعيش عليها، ولكن هو كيان يعيش فينا، ويوم الاستقلال ليس كباقي الأيام، وتاريخه ليس كأي تاريخ، إنما هو تاريخ صنعه رجال عظماء ولم تصنعه المصادفة. يوم الاستقلال هو يوم نستذكر فيه تاريخًا مجيدًا، ونجدد فيه الانتماء والولاء لمملكتنا الحبيبة، ونستلهم منه العزيمة والإصرار لمواصلة البناء والعطاء.
إعلان الاستقلال على يد الملك المؤسس
في الخامس والعشرين من أيار عام 1946، أعلن المغفور له جلالة الملك عبدالله الأول بن الحسين استقلال إمارة شرق الأردن عن الانتداب البريطاني، ليبدأ عهد جديد من السيادة والكرامة الوطنية. لقد كان هذا الحدث تحولًا مفصليًا في تاريخ الأردن، إذ أصبحت المملكة الأردنية الهاشمية دولة عربية مستقلة ذات سيادة، تسير بخطى واثقة نحو التقدم والازدهار.
الملك الحسين بن طلال: رمز القيادة والحكمة
استلم جلالة الملك الحسين بن طلال - طيب الله ثراه - الراية بعد استشهاد جده المؤسس، فكان القائد الحكيم الذي قاد الأردن في أحلك الظروف وأصعب المراحل. وبفضل رؤيته السديدة وعزيمته، استطاع أن يعزز مكانة المملكة على المستويين العربي والدولي، ويبني مؤسسات الدولة الحديثة، ويغرس قيم العدل والحرية والانتماء في قلوب الأردنيين.
الملك عبدالله الثاني: مسيرة التحديث والنهضة
يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين مسيرة المجد التي بدأها الأوائل، حاملاً على عاتقه أمانة الوطن والشعب. في عهده، شهدت المملكة نهضة شاملة في جميع القطاعات، وبرز دور الأردن كمملكة محورية في المنطقة، تدافع عن القضايا العادلة وتنادي بالسلام والكرامة. كما عزز الملك دور الشباب والمرأة، وأكد على أهمية التعليم والابتكار كركائز للتنمية المستدامة.
من ذاكرة النضال إلى واقع الإنجاز
استقلال الأردن عام 1946 كان تتويجًا لحراك سياسي وشعبي طويل، قاده رجال أوفياء، آمنوا أن كرامة الوطن لا تُشترى، وأن قراره يجب أن يكون بيد أبنائه. ومنذ ذلك الحين، سار الأردن بخطى واثقة، بقيادة ملوك بني هاشم، نحو بناء دولة المؤسسات، وتحقيق تنمية متوازنة رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية.
عيد الاستقلال: محطة للتأمل والعمل
إننا لا نحتفل فقط بالماضي، بل نستلهم منه دروسًا للمستقبل. عيد الاستقلال هو دعوة لكل أردني وأردنية لأن يكونوا شركاء حقيقيين في البناء، وأن يحملوا راية الوطن بنفس الحماسة التي حملها أجدادهم. وهو لحظة لتجديد العهد على البقاء أوفياء لقيم الدولة، ودعم استقرارها وتقدمها.
كلمة وفاء في عيد الاستقلال
عيد الاستقلال ليس مجرد مناسبة وطنية نحتفل بها، بل هو عهد نُجدده كل عام بأن نظل أوفياء لرسالة الآباء والأجداد، وأن نبقى مخلصين لقيادتنا الهاشمية الحكيمة. فكل عام والأردن، مملكتنا العزيزة، بخير وسلام وأمن وأمان، وكل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الأمين بألف خير. حفظ الله الأردن عزيزًا شامخًا.
كل عام والأردن بخير... كل عام والاستقلال روح تتجدد فينا.