يُجسد عيد الاستقلال في الأردن أكثر من مجرد مناسبة وطنية؛ فهو محطة يتوقف عندها الأردنيون كل عام ليستحضروا لحظة إعلان السيادة الوطنية في 25 أيار 1946، تلك اللحظة التي شكلت نقطة تحوّل من الانتداب إلى الاستقلال، ومن التبعية إلى الدولة ذات القرار الحر.
هذا اليوم لا يعني فقط استرجاع حدث تاريخي، بل يُعبّر عن مسار طويل من التحديات والإنجازات، سار فيه الأردن بخطى ثابتة لبناء مؤسساته، وتحقيق الاستقرار، وترسيخ قيم الانتماء والهوية الوطنية. فرغم محدودية الإمكانات، استطاع أن يقدّم نموذجًا في التوازن السياسي والأمني، بفضل قيادة هاشمية واعية، وجيش وأجهزة أمنية أثبتت قدرتها على حماية الوطن دون إخلال بالحياة المدنية.
الاحتفال بالاستقلال هو لحظة للتأمل الواعي، وفرصة لتجديد الالتزام بالوطن، ليس بالكلمات، بل بالمشاركة الفاعلة في خدمته وتطويره. فالمواطنة الحقيقية تعني وعي الفرد بدوره، واحترامه للمؤسسات، وإيمانه بأن الأردن يستحق الأفضل، دائمًا.
ويبقى عيد الاستقلال محطة يتجدد فيها العهد مع الوطن، بأن يستمر أبناؤه في صون منجزاته، والمضي به نحو مستقبل يليق بتضحيات الماضي وآمال الغد.
اللهم احفظ الأردن وأهله، وأدم عليه نعمة الأمن والإيمان، واجعل الاستقلال شاهدًا على وفائنا، ومبعثًا لأمل لا ينقطع في رفعة هذا الوطن وكرامة إنسانه.