شكل الجيش العربي منذ تاسيسه السند القوي للدولة الأردنية والركيزة الأساسية الصلبة التي قامت عليها فكرة العزة والكرامة والاستقلال والسيادة الوطنية، حيث كان وما يزال الحارس الأمين والمحافظ على الامن والاستقرار رغم كثرة الازمات والمتغيرات الاستراتيجية الأمنية والجيوسياسية في الإقليم ، وشكل سندًا للدولة الأردنية في مسيرتها نحو التحرر الكامل من النفوذ الاستعماري ، ان الحديث عن استقلال الأردن لا يكتمل دون الإشادة بالدور الوطني العظيم الذي لعبته القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي في تحقيقه وترسيخه وصيانته واستمرارة ، لقد كان الداعم الأساسي للمسار السياسي الذي قاده الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين رحمة الله وشكل وجوده قوة إضافية لتحقيق مطالب الأردن بالاستقلال والتي توجت في 25 أيار 1946 بإعلان المملكة الأردنية الهاشمية دولة مستقلة ذات سيادة مما ضاعف الجهود على الجيش العربي للقيام بواجباته الدستورية لصون وحماية الاستقلال ، وحظي باهتمام اكبر وزيادة عديدة وتنظيمة وقدراته القتالية وزيادة احترافيتة لمواجهة التحديات التي كانت تلوح في المنطقة . فقد تولى الجيش مهمة الاستمرار بحماية الإنجاز الوطني ومواجهة كافة التحديات المتزايدة من المساس به وسيادة قرارة ، فقد شارك بمعارك مصيرية لحماية القدس وفلسطين عام1948 ثم جاء قرار تعريب قيادة الجيش عام 1956في عهد الملك الباني الحسين بن طلال رحمة الله كخطوة عززت السيادة الوطنية وجعلت قرار الجيش وقيادتة عربية اردنية خالصه ورسخت مفهوم الاستقلال الكامل سياسيا وامنياً ، وشارك الى جانب باقي الجيوش العربية في حرب عام 1967 وخاض حرب الكرامة الخالدة بكل بسالة ومنع الاطماع التوسعية الإسرائيلية ، ثم احداث الامن الداخلي 1970، وشارك في حرب عام 1973متضامنا مع القضايا العربية اضافة الى العديد من المشاركات التي إعادة الامن والسلم للشعوب العربية والإسلامية ، وواصل أداء رسالته النبيلة، فلم يكن الجيش قوة عسكرية للدفاع فقط بل أصبح مؤسسة قوية مشاركة في التنمية وزيادة قوة الدولة ، فقد ساهم في تأسيس البنية التحتية ، وقدم أرقى مستويات الرعاية الصحية عبر الخدمات الطبية الملكية، وأسهم في تأهيل الكوادر الأردنية علميًا وفنيًا وعمليا من خلال كليات ومعاهد عسكرية متقدمة والمشاركة في نشر الوعي والعلم وتعليم الأجيال وتجاوز دوره الوطني فكان شريكًا فاعلًا في جهود حفظ لامن والسلم الدوليين تحت مظلة الأمم المتحدة، ما عزز من صورة الأردن كدولة مستقلة ومعتدلة ومنفتحة تسعى للسلام والاستقرا وتمتلك جيشا محترفا فاعلا قويا قادرا عل حماية استقلالها .
واليوم وبعد مرور تسع وسبعون عاما على الاستقلال المجيد ما زال الجيش العربي الأردني يمثل رمزًا للعزة والسيادة والكرامة والحماية والشموخ ويشكل سياجًا منيعًا يحمي الوطن ويصونه من كل تهديد ،ورغم التحديات التي تتزايد يوما بعد يوم فقد كانت وما زالت القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي تحظى بالاهتمام الكبير من لدن القائد الأعلى جلال الملك عبدالله الثاني بن الحسين لمعرفتة التامة بالظروف الأمنية والسياسية وحاجة القوات المسلحة وزيادة قدراتتها ومواكبة التطورعلى الأسلحة والمعدات والتكنولوجيا الدفاعية والتقنيات الحديثة والأسلحة الذكية وإدخال الوسائل والتنظيمات الجديدة والطائرات المسيرة والذكاء الاصطناعي وإيجاد مراكز تحديث وتطوير الأسلحة ومنظومات الأسلحة الحديثة الدقيقة وتحديث المعدات القتالية والطائرات المقاتلة والقدرات الاستخبارية ، إضافة الى التركيز على وحدات حرس الحدود التي استطاعت ان تمنع كافة الاخطار العابرة للحدود من مخدرات وجماعات مسلحة وتنظيمات متطرفة طيلة فترة الانفلات الأمني في دول الجوار وما زالت، مما جعل الأردن واحة امن واستقرار ومكاناً آمناً لكل من يبحث عن الامن ، ولا يعد ذلك الا تجسيدا لمعنى السيادة والاستقلال الوطني الكامل ، ولا بد هنا ونحن ننعم بالاستقلال من وقفة تقدير وإجلال لأبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي الأحياء منهم والشهداء الذين سطّروا بدمائهم وأفعالهم تاريخ الوطن ورسموا استقلاله وما زال احفادهم النشامى حملة الشعار على طريق الآباء يكتبون مستقبله ويصونون استقلاله بأمانة وإخلاص حمى الله الأردن وطنا آمنا مستقلا قويا بقيادتة الهاشمية المظفرة اللهم آمين .