السلام على الأردن وعلى أرضه الممتدة على امتداد فضاءات الوطن، السلام على القائد والشعب والجيش قرة عين القائد وشعبه.
السلام على جنودنا وتضحياتهم على أسوار القدس، واللطرون، وباب الواد، وحي الشيخ جراح.
السلام على رموز الوطن الوزراء الخالدين في ذاكرة الأردنيين: وصفي التل، وهزاع المجالي، وعلى حابس المجالي.
مخطئ من يظن أن هذا الوطن قبل قيام الدولة الأردنية لم يكن شيئاً مذكوراً. فهذا الثرى الذي نخط عليه أقدامنا بالعشي والإشراق، لم يكن في يوم من الأيام صحراء بلقعاً، ولا قاعاً صفصفاً، بل كان عبر تاريخه الطويل عامراً بأهله، في جدارا، وبيت راس، وأبيلا، وأم الجمال، والبترا، والربة، ومؤاب، وربة عمون ووادي راجل في صحرائنا الشرقية، لتروي لنا كلها قصة الإنسان الأردني القديم على هذه الأرض.
في حضرة الوطن اخلع نعليك فهذا الثرى مقدس، فعلى أرضه سار خير البشر لأمنا خديجة تاجراً عبر صحرائنا الشرقية. وعلى ثراه سارت سنابك خيول الفتح في: مؤته، وفحل واليرموك، ووادي عربة، وفي واديه المعطاء كانت معركة الكرامة، وصولات جنودنا في العارضة وسويمة وغور الصافي، وتلال السلط، في يوم أغر من أيام الوطن.
كما احتضن ثراه أضرحة خير البشر بعد الأنبياء: أبو عبيدة عامر بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وضرار بن الأزور، وزيد بن حارثة، وعبد الله بن رواحة، وجعفر بن أبي طالب التي تعطر قبورهم ثرى الأردن عرضاً وطولاً.
وفي صحرائه الشرقية ما تزال قصور العرب الغساسنة وخلفاء بني أمية، تعج بالمكان، كما عجت بمضاربه القبائل العربية التي وطدت أركان الدولة الأموية في مرج راهط سنة 64 هـ. حتى قال فيهم الشاعر عدي بن الرقاع العاملي:
لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت نار الجماعة يوم المرج نيرانا
وحين ثار العرب بقيادة شريف مكة في مطلع القرن العشرين على جمعية الاتحاد والترقي، سارع الأردنيون للانضمام لجحافل الثورة بعدما أنَ الأردنيون من نير حكم تلك الجمعية، وساقت أبنائه للقتال في جبهات البلقان، واكتووا بضرائبها الباهظة، فكانت ثورات: بني حميدة، والكرك، والشوبك الإرهاصات الأولى للتحرر والاستقلال من نير جمعية الاتحاد والترقي. وكانت الأرض الأردنية ميداناً للثوار ومسرحاً، ولجحافلها المقاتلة أرضها المأمونة حتى تحقق الظفر.
في يوم الاستقلال نستذكر إنجازات الوطن في مجالات: التعليم، والصحة، والرعاية الاجتماعية، والأمن، كما نستذكر منظومتنا الأمنية وقواتنا المسلحة التي ستظل لهذه الدولة صوتها وسوطها وقرة عين مليكها.
في يوم الاستقلال نستذكر عزيمة القائد ووعي شعبه في الحفاظ على مكتسبات بلد كان يعج محيطه بالثورات. ولنا أن نعتز بكل ما حققه الوطن بسواعد النشامى والنشميات منذ قيام الدولة الأردنية الفتية التي ولدت من رحم المعاناة. رغم رهان الآخرين على سقوطها وانهيارها، وكما قال الحسين بن طلال رحمه الله: " ... وكثيرين كانوا يريدوا أن يبقى هذا البلد حيث هو أو يتراجع، وكثيرون لا يؤمنوا فيه، من دول الجوار، وفي جهات مختلفة، وكثيرون كانوا يراهنوا أن الأصغر والأضعف هو المرشح أكثر للانهيار، ولكن هذا البلد فيه خير، ويجب أن يكون المثال والقدوة للآخرين وسيكون بعون الله ".
وسيبقى الأردن بإذن الله واحة أمن واستقرار، ونبتة برية كثة مغبرة عصية على الجز والتقليم. قوي الجناحين لا تهزه عاديات الزمان ولا قر الخطوب. وسيظل بقيادته الهاشمية الحكيمة ملاذاً يأوي إلى ظله العرب ممن سامتهم الحروب وحكامهم سوء العذاب.
كل عام والوطن وشعبه وقيادته ورايته الخفاقة بألف خير.