شهدت العاصمة الأوكرانية كييف، ليلة دامية بعد تعرضها لهجوم مكثف من قبل طائرات مسيرة روسية، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص واندلاع حرائق هائلة في عدة مناطق. وشوهدت النيران تشتعل في المباني السكنية والمستودعات الصناعية وسط حالة من الذعر والهلع بين السكان.
الأحياء المتضررة ومعاناة المدنيين
بحسب تصريحات رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، كانت مناطق سولوميانسكي وأوبولونسكي وسفياتوشينسكي من بين أكثر الأحياء تضررًا، حيث طالت الحرائق شرفات الشقق السكنية ومستودعًا خاصًا بالدهانات والمواد القابلة للاشتعال. كما تساقط حطام طائرات مسيرة في مناطق هولوسيفسكي، شيفشينكيفسكي، ودنيبروفسكي، مما زاد من خطورة الوضع وعرقلة عمليات الإطفاء والإنقاذ.
أكثر من عشرين طائرة مسيرة تُطلق نحو كييف
وفقًا للجيش الأوكراني، فقد أطلقت روسيا أكثر من عشرين طائرة مسيرة هجومية باتجاه العاصمة من اتجاهات متفرقة. وتعمل الدفاعات الجوية الأوكرانية على التصدي لهذه الهجمات، إلا أن كثافتها وصعوبة التنبؤ بمسارها تجعل من السيطرة عليها أمرًا معقدًا. وتُعد هذه الهجمات من أكبر الضربات الجوية على كييف منذ بداية هذا الشهر.
تأثيرات الهجوم تمتد إلى روسيا
في المقابل، لم تسلم المناطق الروسية من تداعيات التصعيد، حيث أعلنت السلطات في روسيا عن إغلاق مطار كالوغا بشكل مؤقت نتيجة التهديدات الجوية. وأصدرت وكالة النقل الجوي الفيدرالية "روزافياتسيا" قرارًا بفرض قيود أمنية على المجال الجوي لحماية الرحلات المدنية.
هجمات متزامنة على منطقة ليبيتسك
وفي سياق متصل، صرّح حاكم منطقة ليبيتسك، إيغور أرتامونوف، أن طائرات مسيرة ضربت منطقة يليتس الصناعية، حيث سقطت بعض الحطام، إلا أنه لم يُسجل وقوع إصابات بشرية. وتجدر الإشارة إلى أن هجومًا مشابهًا في الثاني والعشرين من مايو الجاري، كان قد تسبب في تعطيل العمليات في مطار شيريميتيفو الدولي بالعاصمة موسكو.
الهجوم الأخير يؤكد على استمرار التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، ويكشف عن مدى خطورة استخدام الطائرات المسيرة في الحروب الحديثة، خصوصًا حين تُستهدف بها مناطق سكنية ومدنية. وبينما تواصل القوات الأوكرانية تقييم الأضرار، يظل المدنيون في حالة ترقب دائم وسط غياب حلول دبلوماسية تنهي هذا النزاع المتفاقم.