لقي تعيين اللواء ديفيد زيني، رئيسًا جديدًا لجهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك»، ترحيبًا واسعًا من معسكر اليمين الإسرائيلي، الذي يعتبره شخصية أمنية حازمة وذات خبرة عالية، خاصة بعد تحذيراته من هجمات مفاجئة مثل تلك التي وقعت في أكتوبر 2023، والتي تُعد واحدة من أخطر الهجمات في تاريخ الاحتلال.
انقسام سياسي حول تعيين زيني بين دعم اليمين ومعارضة اليسار
أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تعيين ديفيد زيني في منصب رئيس الشاباك في وقت سياسي وأمني حساس، وسط جدل واسع داخل إسرائيل حول شرعية التعيين وطبيعته القانونية. حيث أيد معسكر اليمين القرار معتبرًا إياه خطوة ضرورية لرفع كفاءة الجهاز الأمني، بينما اعتبر اليسار القرار معيبًا وغير قانوني، مستندًا لتحذيرات المستشارة القانونية للحكومة التي أشارت إلى تضارب محتمل في المصالح.
ديفيد زيني.. من النشأة في القدس إلى قيادة جهاز الشاباك
ولد زيني عام 1974 في القدس المحتلة، وينحدر من أصول مغربية. تربى في مدينة أشدود، ووالده كان حاخامًا محليًا. بدأ مسيرته العسكرية في وحدة النخبة «سييرت متكال» ثم شغل عدة مناصب قيادية في وحدات كوماندوز مختلفة، منها لواء جولاني ووحدة «إيجوز» الخاصة، حتى وصل إلى مناصب قيادية عليا داخل الجيش الإسرائيلي قبل تعيينه في الشاباك.
مشاركة زيني في مواجهات أكتوبر 2023 وتحذيراته الأمنية
خلال هجوم حماس في أكتوبر 2023، انضم زيني إلى القوات الميدانية في الجنوب، وشارك في العمليات الميدانية. كما سبق وأن أجرى مراجعة شاملة لاستعدادات الجيش على حدود غزة في مايو 2023، محذرًا من هجمات منسقة متعددة الأهداف، وهو السيناريو الذي تحقق لاحقًا.
صراع داخلي في إسرائيل حول استقلالية الشاباك وصلاحيات الحكومة
يرتبط تعيين زيني بأزمة أوسع في الكيان الإسرائيلي تتعلق بالعلاقة بين الحكومة التنفيذية والجهاز القضائي، خاصة بعد إقالة الرئيس السابق لرونين بار بقرار من نتنياهو، وسط اتهامات متبادلة بالتقصير والفساد. وتعكس هذه الأزمة انقسامًا سياسيًا حادًا ومخاوف من تداعيات دستورية وأمنية مستقبلية.