في الخامس والعشرين من أيار، تُطلُّ المملكة الأردنية الهاشمية على الذكرى الثامنة والسبعين لاستقلالها، حاملةً في قلبها نبضَ أمةٍ رَسَمَتْ مجدها بإرثٍ عريقٍ وإرادةٍ لا تنكسر. إنه اليوم الذي تُجسِّد فيه الأردن روحَ الكرامة والعزّة، بقيادةٍ هاشميةٍ حكيمة، تُحيطها القلوبُ بالولاء، وتُزيّنها الإنجازاتُ بشهادة العالم.
تحت ظلِّ رايةِ الاستقلال، وقفَ الأردنُ شامخًا عام 1946، ليُعلن للعالم ميلادَ دولةٍ حرّةٍ بقيادةِ الملك المؤسس عبدالله الأول، الذي وضع اللبنةَ الأولى لمسيرةِ بناءٍ لم تتوقف. واليوم، وبعد 79 عامًا، يسير الأردنُ على الدرب نفسه، مرفوعَ الجبين، بيدِ جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفيدِ المُؤسسين، الذي حوَّل التحدياتَ إلى فرصٍ، والأحلامَ إلى واقعٍ ملموس.
في عهد جلالته، أصبح الأردنُ أنموذجًا للاستقرار في قلبِ منطقةٍ مضطربة، وحصنًا للعلمِ والثقافةِ والإنسانية. من مشاريعِ التنميةِ المستدامة إلى ريادةِ الطاقةِ النظيفة، ومن تعزيزِ مكانةِ المرأةِ إلى دعمِ الابتكارِ التكنولوجي، تُخبرنا الإنجازاتُ أن الاستقلالَ ليس مجردَ ذكرى، بل هو فعلٌ يوميٌ يُترجمُ برؤيةِ ملكٍ يؤمن بشعبه، ويُضحي من أجلِ رفعتِه.
ولا ينسى الأردنُ في يومِ استقلالِه أن يُنحي الجبينَ إجلالًا لأبطالِه من الجيشِ العربي والأجهزةِ الأمنية، الذين يُذادون عن حياضِ الوطن، ويحفظون أمنَه كأمانةٍ في أعناقهم. كما تُزهو الذكرى بإرثِ الوحدةِ الوطنية، حيث يجتمعُ الأردنيون على اختلافِ أصولهم وثقافاتهم تحت خيمةِ الهاشميين، ليكتبوا فصلًا جديدًا من فصولِ العطاء.
وما أجملَ الاستقلالَ حين يكونُ جذوةً للتجدد! فالأردن، برغمِ شحِّ الموارد، يَصنعُ المعجزاتِ بإدارةٍ حكيمةٍ، وشبابٍ طموحٍ، ونساءٍ صانعاتِ عزّ. ها هي الجامعاتُ تشعُّ إبداعًا، والمحمياتُ الطبيعيةُ تُدهشُ الزائرين، والمشاريعُ الكبرى كمدينةِ الملك عبدالله الثاني التقنية، تضعُ البلادَ على خريطةِ المستقبل.
إن ذكرى الاستقلال الـ79 ليست مجردَ احتفالٍ بتاريخٍ مجيد، بل هي وقفةٌ لتجديدِ العهد مع الوطن: عهدُ الولاءِ للوطنِ والقيادة، والانتماءِ لهويةٍ عربيةٍ أصيلة، والسيرِ على دربِ الهاشميين الذين وهبوا حياتهم لخدمةِ هذا الشعب. فتحيةً للأردن في يومِ مجدِه، وتحيةً لقائدهِ الملك عبدالله الثاني، الذي يجعلُ من كلِّ صعبٍ ممكنًا، ومن كلِّ حلمٍ حقيقةً تُبهرُ الدنيا.