يحتفل الأردنيون، الاحد القادم 25/5/2025، بذكرى يوم الاستقلال، ذلك اليوم الذي شكل علامة فارقة ومفصلية في تاريخ المملكة ومسيرة بنائها, وعلى مدار 79 عاما منذ الاستقلال، شهد الأردن نموا وازدهارا وتطورا، زادته قوة ومنعة، ليدخل مئويته الثانية، بإنجازات وتحديثات سياسية واقتصادية وإدارية وتنموية.
ففي الخامس والعشرين من شهر أيار 1946، أعلن الأردن استقلاله، ليبدأ عهدا جديدا من السيادة والحرية والسير على درب الإنجازات المتواصلة، ولينسج الأردنيون مستقبل وطنهم الواعد.
ويتزامن احتفال الأردنيين بيوم الاستقلال لهذا العام، مع احتفالهم المتواصلة باليوبيل الفضي لجلوس جلالة الملك عبدالله الثاني على العرش، الذي صادف التاسع من حزيران 2024؛ إذ عزز جلالته، على مدى (25) عاما مسيرة وطن، أسسها وبناها وقادها الهاشميون خلال أكثر من قرن، بهمة الأردنيين ووعيهم.
وفي ذكرى الاستقلال، يستذكر الأردنيون دور الهاشميين في إرساء دعائم الدولة الحديثة القائمة على مبادئ الثورة العربية الكبرى في الحرية والوحدة والحياة الفضلى, ووضع المغفور له، بإذن الله، جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، طيب الله ثراه، نصب عينيه عند تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921، استقلال الأمة وتحقيق العيش الكريم لها استنادا إلى قيم العدالة والمساواة وقبول الآخر.
وتكاتف الأردنيون، تحت قيادة الملك المؤسس، في سبيل استقلال الإمارة عن الانتداب البريطاني؛ ففي صباح يوم السبت 25 أيار 1946، اتخذ المجلس التشريعي بالإجماع قرار الاستقلال، وبعدها رفع هذا القرار إلى الملك المؤسس، الذي وشحه بعبارة: "متكلا على الله تعالى أوافق على هذا القرار، شاكرا لشعبي واثقا بحكومتي".
وجرت مراسم توقيع قرار الاستقلال والبيعة في قصر رغدان العامر، والمناداة بالأمير عبدالله ملكا دستوريا، وألقى جلالته كلمة بحضور أعضاء المجلس التشريعي وممثلي الدول وزعماء البلاد ووفود البلاد العربية.
ومنذ ذلك اليوم الخالد، يمضي الأردنيون بقيادتهم الهاشمية قدما لتحقيق النهضة الشاملة، وترسيخ المبادئ التي تأسس عليها؛ فالاستقلال كما يؤكد جلالة الملك عبدالله الثاني هو حالة مستمرة من الإنجاز والبناء.
كما يواصلون مسيرة التحديث والتطوير لإبراز الأردن كنموذج ريادي في المنطقة يحقق تقدما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية والبيئية والتنموية والسياسية والعسكرية والعلاقات الدولية.
ما بعد الاستقلال
أصبح الأردن عضوًا مؤسسًا لجامعة الدول العربية في عام 1945، وكدولة مستقلة، فإنها انضمت إلى الأمم المتحدة في عام 1955، أعلن الملك الحسين في 1956 تعريب قيادة الجيش بإعفاء كلوب باشا من منصبه كقائد للجيش الأردني، وتسليم قيادة الجيش إلى ضباط أردنيين.
شارك الأردن بتأسيس جامعة الدول العربية، وانضم إليها عام 1945.
مشاركة الجيش العربي الأردني في حرب فلسطين 1948م وقاتل الجيش ببسالة.
أصبح الأردن عضوًا في هيئة الأمم المتحدة في مطلع الخمسينيات من القرن الفائت.
إعلان الوحدة بين الضفتين في 24/نيسان/1950م.
إعلان الدستور الأردني عام 1952م في عهد الملك طلال بن عبد الله.
تولي الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية في 11 أغسطس 1953 م.
تعريب قيادة الجيش بتاريخ 1/3/1956م.
إنهاء المعاهدة الأردنية البريطانية عام 1957م.
دخل الأردن في وحدة اندماجية مع العراق عام 1958 وسمي الاتحاد العربي الهاشمي، لكنه لم يدم إلا لأشهر.
شارك الأردن في حرب الأيام الستة عام 1967.
معركة الكرامة في 21/3/1968 م.
شارك الأردن في حرب تشرين التحريرية عام 1973 في إسناد القوات السورية بالجولان.
وقف الأردن إلى جانب العراق في حربه ضد إيران ابتداءً من عام 1980 - 1988
فك ارتباط الأردن إدرايا وقانونيا بالضفة الغربية عام 1988 بطلب من منظمة التحرير.
مشاركة الأردن بوفد مشترك مع منظمة التحرير في محادثات السلام في مدريد بعد حرب الخليج الثانية عام 1991
التوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل في وادي عربة عام 1994، وإنهاء حالة الحرب رسميا بين الطرفين.
تولى الملك عبد الله الثاني بن الحسين سلطاته الدستورية عام 1999.
وقال جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه من حقنا أن نحتفل باستقلال الأردن الأردن الذي صمد في وجه التحديات، وظل على عهد الآباء والأجداد، سيدا حرا يحمي أرضه وشعبه، ويصون كرامة الإنسان وحريته وحقوقه، ويقف إلى جانب أمته العربية وقضاياها، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني الشقيق في قيام دولته المستقلة، على ترابه الوطني، ويحمي كل مستجير من أبناء أمته، ويواصل حمل أمانة المسؤولية، النابعة من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
الأردن، الذي لم يحد طيلة قرن من الزمان عن ثوابته، وهو يواكب التطور ويمضي إلى الأمام، في تحقيق طموحات شعبه في التحديث والتغيير، واثقا مستقرا وآمنا، بوحدة شعبه وقوة جيشه الباسل وأجهزته الأمنية الساهرة على أمن الوطن والمواطن، وحماية المنجزات.
وفي عالم يشهد اليوم أزمات سياسية واقتصادية غير مسبوقة، منذ عقود طويلة، يسعى الأردن جاهدا لاحتواء تداعياتها على أمنه القومي، معتمدا على رصيده من السمعة والمكانة الدولية المتميزة، وحرصه على تعزيز العلاقات مع أشقائه العرب، لبناء منظومة واحدة، تكفل تحقيق متطلبات الأمن الاقتصادي، كأساس لاستقرار المجتمعات وازدهارها.
حفظ الله الاردن سدا منيعا عصيا على كل متآمر بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين و ولي عهده سمو الامير حسين بن عبدالله الثاني.