الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف
أين الصِغار يا جِدة آمنة هل لم يعُودُوا مِن الحِقُول؟ أين الُلعب أعرِف مكانها فِى رُكنِ ثابِت على الجِدار؟ أين وأين قد إختفُوا مُنذُ النهار... والجِدة بكِيت بِوجِه شاحِب وهى تُتمتُم وقد أخبرتنِى هُم لن يعُودُوا فِى أىّ دار
مالِك يا أُمِى هل شرُ جارَ على الرِفاق؟ فبكت بِحُرقة أخذُوا الصغِير وهاجر أخُوه لِموطِن آخر بِتذكرة ذِهاب بِلا أى عودة كى لا ينال نفسَ المصِير بينَ الوِلاد... أىُ مصِير يا أُمتاه؟ هل ظُلمُ وقعَ أم هربُوا جمعاً بِلا إعتِبار
والجِدة نحبت وهى تُؤكِد بل هربُوا سِراً مِن بابِ خلفِى مِن الحِصار، والطِفلة عجزت عن أى فُرصِة إختِيار، فإهتز جسدِى ورفضَ عقلِى فُراق أحِبة بِلا مِيعاد آخر لِلِقاء... أيظنُوا حقاً أن الحياة بعِيدَ عنّا هِى جنة أُخرى فِى إنبِهار؟
هل لِى يا جِدة بِسُؤالِ آخِر أُريدُ أعرِف وأين الجِيران؟ هل هربُوا أيضاً أم بقِيُوا سِراً رُغمّ الظِرِوف فِى المكان؟... والشِيبة ضربت كفاً بِكف وهى تُنحنِح ما حدث كُلُه فِى إنهِيار، قد هاجرُوا قسراً مع جارِ آخر بِلا إصتِبار
فنشرتُ نعياً مدفُوع بِأجر لِرفاقِ عُمرِى مِن يومِ غادرُوا لِأرضِ أُخرى بِلا إفتِخار، هل لو كانُوا صبرُوا لروُوا الحدِيقة بِزِهُورِ ينُعت بِلا إندِثار؟... واللهِ أبداً فالغُربة صعبة والأصعب أنّا كُنا مجبُورُونَ ذاتَ يوماً على المُغادرة ذِهابَ فقط دُون عودة فِى إضِطرار