أحيانًا لا نحتاج إلى كتابة رواية طويلة لنعبر عن الفخر، لكن حين يكون بطل الحكاية من دمك، من اسمك، من عائلتك... يصبح الفخر قصة لا تنتهي، ويصبح الحديث عنه واجبًا لا مجاملة.
اليوم، أكتب بعين دامعة من الفرح، وقلب مملوء بالعز، أرفع فيه أسمى آيات التهنئة والتبريك لابن عمي الغالي، المهندس راشد مخلد السكارنة، بمناسبة تخرّجه من جامعة Illinois Institute of Technology في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصوله على درجة الماجستير في هندسة المياه والبيئة بتقدير امتياز.
راشد ما كان يوم إنسان عادي... من صغره مميز، حامل هدوء الحكماء، ونظرة الطموحين، وثقة الواثقين بأنفسهم. كل اللي حواليه شافوا فيه مشروع رجل عظيم، واليوم، ها هو يؤكد للعالم أن الرهان عليه كان في محله، وأن الطموح ما بخون صاحبه إذا صبر وتعب وآمن بنفسه.
راشد، اليوم أنت تمثّل اسمًا نحمله جميعًا فوق رؤوسنا: "السكارنة"
العائلة التي لم تعرف إلا الجهد، ولم تتربَّ إلا على الكرامة والعزة، واللي دائمًا كانت تسير بثقة في كل ميدان. اسمنا ما كان أبدًا فقط نسب، بل كان تاريخ من الكفاح والمواقف والتضحيات والنجاحات. ونجاحك اليوم يا راشد، هو امتداد طبيعي لهالاسم الطيب.
لكن لا بدّ أن نرجع للبداية... حيث الرجل الأول، والدك الغالي، العم مخلد السكارنة – أبو راشد. هذا الرجل اللي كانت كلمته دايمًا ميزان، وتربيته مدرسة، وسيرته بين الناس فخر. هو الأب اللي زرع فيكم الإصرار، وربّى على الدين، وغرس فيكم القيم.
تحية من القلب له، على هذا الغرس الطيب اللي أثمر اليوم وردًا يفوح فخرًا في سماء الوطن.
وأما أمك الطيّبة، فهي السرّ الخفي، والركن الهادئ، والدعاء الذي لم يُخذل، والحنان اللي ما عمره خفت. كل نجاح يبدأ من أم، وكل إنجاز تباركه دمعة فخر في عيونها.
ولا تكتمل الصورة إلا بوجود إخوانك، سندك الحقيقي. رجال وقفوا بجانبك في غربتك، دعموك، حفّوك بحبهم، وكانوا لك الجدار اللي ترتاح عليه، وعزوتك اللي لا تخذلك.
راشد، إنجازك اليوم هو نجاح لكل شخص يحمل اسم السكارنة، ولكل قلب من قبيلة عبّاد العريقة، القبيلة اللي نعتزّ بانتمائنا إلها، واللي دائمًا كانت منبع الرجولة، والأصالة، والعلم، والمواقف اللي ما تنكسر.
هذا النجاح هو أيضًا فخر لأهلك، لعشيرتك، لأصدقائك، ولأساتذتك في الأردن وخارجها. نعم، أذكّر هنا بكل الدكاترة والمعلمين اللي كان لهم بصمة في مسيرتك، واللي شافوا فيك شغف المتعلم، وهمة الباحث، وأخلاق ابن البلد النبيل.
وكما قيل في العلم:
"العلم يبني بيوتًا لا عماد لها… والجهل يهدم بيت العز والكرمِ"
وأنت اليوم يا راشد، تبني لنفسك ولعائلتك قصرًا من نور، ومجدًا من علم، لأنك اخترت درب التعب، لا الراحة، ورضيت بالقمة دون سواها.
مبارك من القلب يا ابن عمي الغالي،
مبارك لعائلتك، لأهلك، لأبوك، لأمك، لإخوانك، ولكل فرد من السكارنة...
مبارك لأبناء عباد، هذا الاسم اللي دومًا يسطع بالمواقف والرجال.
مبارك لنا جميعًا، وعقبال الدكتوراه والمناصب القيادية، لأن مثلك خُلق ليمضي في المقدمة لا في الظل.