ليس من السهل أن تكتب عن وطنٍ يسكنك، فكل حرفٍ عنه ينبت من قلبٍ امتلأ عشقاً، وكل كلمةٍ تحمل في طياتها حنيناً وتقديراً لأرضٍ ما بخلت يوماً على أهلها، ولا على من قصدوها ضيوفاً أو لاجئين.
الأردن ليس مجرد بقعةٍ على خارطة العالم، بل هو حضنُ الأمان في عالمٍ مضطرب، وهو قلبٌ نابض بالقيم، بالكرامة، بالعطاء. حين نكتب عن الأردن فإننا نكتب عن شعبٍ صابر، عن جنودٍ يسهرون في الليل ليحمي الوطن، عن معلمٍ يغرس بذور المعرفة، عن أمٍّ أردنيةٍ تُربّي أبناءها على حب الأرض والولاء للعرش.
حبُّ الأردن لا يُختصر بشعارٍ نردده، بل هو فعلٌ نعيشه كل يوم؛ حين نحافظ على مقدّراته، نحترم قانونه، نمدّ يد العون لأخيه، نزرع بدل أن نُخرّب، ونُعمّر بدل أن نُقصي. هذا الحب يتجلى في وقوفنا صفاً واحداً أمام التحديات، وفي تصميمنا الدائم على المضيّ للأمام، رغم الصعاب.
من الشمال إلى الجنوب، من الكرك والسلط إلى الزرقاء والمفرق ومعان، الأردن بأهله وتاريخه، بسهوله وجباله، هو قصة حب لا تنتهي، وتبقى في القلب مهما فرّقتنا المسافات.
أحبك يا وطني، لأنك علمٌ يرفرف عالياً رغم الرياح، ولأنك تُعلّمنا أن الكرامة لا تُشترى، وأن السلام ممكن حين نكون مؤمنين بعدالة قضايانا ووحدة صفوفنا.
في الأردن، لا نحتاج أن نُعلن حبّنا، لأن كل خطوةٍ نخطوها فوق ترابه، وكل نَفَسٍ نتنفسه من هوائه، هو شهادة عشقٍ صامتة، لكنها أصدق من كل الكلمات.