في لحظة تُسجَّل في ذاكرة الإعلام الوطني، شهدت مديرية الإعلام العسكري اليوم افتتاح الاستوديو التلفزيوني العسكري الجديد، في خطوة تُعد نقلة نوعية على صعيد تطوير أدوات الخطاب الإعلامي الرسمي للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي.
هذا الإنجاز الوطني لم يكن مجرّد افتتاح لموقع جديد، بل تجسيد حيّ للرؤية الملكية السامية في بناء إعلام مهنيّ، عصريّ، قادر على مواكبة التحديات، يعكس صورة الجندية الأردنية بإخلاص واحتراف، وينقل الحقيقة بشفافية تليق بمؤسسة عريقة لطالما كانت الحصن الأمين للوطن.
منصة استراتيجية بحجم التحديات
الاستوديو الجديد، والمزود بأحدث التقنيات والمعدات الإعلامية، يمثل حجر الأساس في مشروع تطوير البنية التحتية للإعلام العسكري، حيث سيسهم في إنتاج محتوى مرئي عالي الجودة يُبرز دور الجيش في حماية الأمن الوطني، ويواكب الأحداث بحسّ استباقي، يحاكي تطلعات الشارع الأردني، ويخاطب الرأي العام العربي والدولي بلغة الصورة والرسالة المؤثرة.
كما يعزز الاستوديو مفهوم السيادة الإعلامية، ويمنح الإعلام العسكري مساحة مستقلة لإيصال رسالته بمهنية دون الحاجة لأي وسيط، في ظل بيئة إعلامية دولية شديدة التنافس.
الإعلام العسكري: من الخطوط الخلفية إلى واجهة التأثير
ما كان يُنظر إليه سابقًا كجهاز داعم في الظل، بات اليوم في طليعة المواجهة، إذ أدركت المؤسسة العسكرية أن المعركة لم تعد فقط في الميدان، بل في الرأي العام، وفي سرعة نقل الحقيقة، ومكافحة الشائعات، وبناء الثقة.
وليس غريبًا أن يحظى هذا المشروع بدعم مباشر من القيادة العامة للقوات المسلحة، التي لطالما أكدت على أهمية تسليح الجندي بالكلمة إلى جانب البندقية، وبالوعي إلى جانب الانضباط.
رسالة سيادية... وصورة وطنية مشرقة
إن افتتاح هذا الاستوديو ليس مجرد توسعة فنية، بل هو إعلان بأن الإعلام العسكري الأردني يدخل عصره الذهبي، مدججاً بالقيم، والرؤية، والكفاءات، ليكون صوت الجندي، ومرآة الجيش، وجسر الثقة بين المؤسسة العسكرية والمجتمع.
وها هو اليوم يخطو خطوات واثقة نحو صناعة محتوى إعلامي وطني يُحدث صدى، لا محليًا فحسب، بل إقليميًا ودوليًا، في زمن تتشكل فيه القناعات من خلال الكاميرا قبل الكلمة.
نقطة تحول... ورسالة للمستقبل
افتتاح الاستوديو التلفزيوني العسكري ليس نهاية مشروع، بل بدايته. بداية لإعلام جديد ينبض بالانتماء، ويفرض حضوره بالكفاءة، ويعيد للإعلام العسكري مكانته كقوة ناعمة فاعلة في معادلة الأمن والاستقرار.
ومع هذا الإنجاز، يؤكد الإعلام العسكري الأردني مجددًا أنه ليس مجرد ناقل خبر... بل صانع وعي، وحارس هوية، وشريك أصيل في بناء الدولة.