في حضرة الأمهات العِظام، نقف اليوم أمام قامة أردنية سامقة، سيّدة بحجم وطن، اسمها محفور في ذاكرة العمل التطوعي والثقافي والإنساني.. إنها السيدة هيفاء البشير، أم مازن، السنديانة التي ظلّت تظلل وطنها بالعطاء، وتمنح الأجيال دروساً في الكفاح والصبر والنجاح.
هيفاء البشير ليست امرأة عادية، بل قصة نضال تُروى، ومسيرة عز وفخر لكل أردني. سيّدة رائدة ملهمة، خطّت بيدها خارطة الطريق للمرأة الأردنية، فأضاءت شموع الأمل في كل درب، وشحذت الهمم، ونشرت عبير المحبة حيثما حلّت. لا تثنيها الصعاب، ولا تنكسر أمام التحديات، فكانت وما زالت، مثالاً للإرادة الصلبة والذكاء الفذ والطموح الذي لا ينضب.
من بيت البشير خرج الأبطال، فمن رحم هذه الأسرة العريقة التي أسستها أم مازن، برز وزراء ونواب وشباب يافعون يشقون طريقهم في خدمة الوطن، فمنهم من رفع راية الشباب تحت قبة البرلمان، ومنهم من حمل أمانة المسؤولية في ميادين عمان وسائر مؤسسات الدولة.
ولأن الأبطال يولدون من رحم الأمهات العظيمات، كانت هيفاء البشير، التي تخرجت من مدرسة زوجها الشهيد الدكتور محمد البشير، ذاك الطبيب الذي كان يذهب إلى بيوت الأردنيين لمعالجتهم تطوعاً، فغرس فيها معنى الإنسانية الحقة، لتكمل المسيرة، وتمنح معظم سنوات عمرها لأسرتها الكبيرة ولمجتمعها الأردني الطيب.
أم مازن.. المرأة الحديدية، التي يشار إليها بالبنان في كل اتجاه، والتي ستبقى رمزاً يُحتذى، ومنارة تهتدي بها النساء، ودرساً خالداً للأجيال القادمة.
نعاهدكِ يا هيفاء البشير، أن تبقى أعمالكِ وتضحياتكِ وكفاحكِ منقوشة في ذاكرتنا، نبراساً ومناهجَ نستقي منها العزم والهمة.
دمتِ فخراً وسنداً لهذا الوطن الأشم، تحت ظل صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.