لعل هذه السيرة العطرة التي بين أيديكم اليوم حافلة بالجهود الرائعة و الزاخرة بالانجازات الطيبة، و لا أخفي عليكم أنني- وأنا اكتب عن سيرة هذه القامة الطبية الفريدة- قد ذرفتُ الدموع فرحاً على الإشادة المتميزة من جميع الذين عاصروه في وظيفته في مديرية صحة الطفيلة وخارجها، هذا الدكتور الإنسان صاحب الانتماء لوطنه ومهنته ، فقد توصلت إلى نتيجة حتمية أنه يحمل في قلبه صفات جليلة ، فقد انتابتني مشاعر جياشة و حرقة في القلب وأنا استقصي عن سيرته منذ فترة دون علمه من دفء هذه الشخصية الغارقة بالإخلاص و الإيمان و الوفاء لهذا الوطن بما قام به من مواقف نبيلة وجهود عظيمة نحو خدمة الأهل في محافظة الطفيلة على الصعيد الطبي لا سيما أنه كان لديه نظرة خاصة لليتامى والفقراء و حسن التعامل معهم في عمله آنذاك، ولديه أعمال خيرية بينه و بين الله لا أريد أن اتطرق لها في حياته حسب ماقاله الآخرون .
#نبذة_من_سيرته
ولد في الطفيلة عام (١٩٦٣) درس الصف الأول عام (١٩٧٠) وكان استاذه مسلم العتايقة، و سعود الهريشات، رحمهما الله، حيث أنهى المرحلة الإبتدائية في مدرسة أنس بن مالك الإبتدائية، ومن ثم إنتقل للمرحلة الإعدادية والثانوية في مدرسة الطفيلة الثانوية للبنين وكان مديرا المدرسة آنذاك سلامة العودات و سليمان الهريشات رحمهما الله .
أنهى الدراسة الثانوية عام (١٩٨٢) وحصل على المركز الثاني على اللواء آنذاك والثالث على محافظة الكرك ولواء الطفيلة.
التحق بدراسة الطب كمبعوث لوزارة التربية والتعليم في روسيا وأنهى الدراسة في جامعة موسكو عام (١٩٩٠) وتم تعيينه في ملاك وزارة الصحة عام( ١٩٩٢) حيث عين رئيساً لقسم الصحة المدرسية لمدة (١٠) سنوات ، و كان يتنقل في المحافظة كونه المبعوث الوحيد في الطب آنذاك ، حيث يتابع أمور الغذاء والمياه وكل ما له علاقة يؤثر بصحة الطلاب .
وفي عام (٢٠١٦ ) تم تكليفه للعمل مديراً لمديرية صحة البتراء حتى عام (٢٠٢٠) وفي عام (٢٠٢٠ ) تم نقله مديراً لصحة محافظة الطفيلة حتى عام( ٢٠٢٢) ، وفي (٢٠٢٢) تم إحالته على التقاعد بعد خدمة في القطاع الصحي تجاوزت (٣٠ ) سنة.
وفي عام (٢٠٢٥) قام بفتح عيادته الخاصة في الطفيلة لمحبته لمهنته وللمحافظة.
وحقيقة الأمر كما فهمت ممن عاصروه في عمله أنه ليس طبيباً فقط، و إنما إنسان حنونٌ أيضاً لأولئك ممن عاصروه وكانوا يخالطونه في وظيفته ، كان بمنزلة الحضن الدافئ المليء بكل ما تحمله الكلمة من معنى من قلب أبيض كملاك طاهر قد لا نجده مع الآخرين في هذا الزمان العصيب .
اعتبره البعض قائداً فريداً من طراز أبوي وأخوي نادر عندما كان يعمل في مديرية صحة محافظة الطفيلة ، حيث أوضحوا أنه اجتمعت فيه كل معاني النخوة والشهامة و الصفات النادرة التي نفتقدها في هذا العصر ، مهما كتبنا عنك من سيرة تتصف بقوة عباراتها وتناسق مفرداتها وقوة تأثيرها على القارىء ، فو الله لا نوفيك حقك أيها الطبيب الكريم بكل ما تحمله من و جدان و إدراك و عطف وتسامح وكرم .
أقولُ بكل تجرد و حقيقة وموضوعية وحيادية و أمانة صحفية بأننا ظلمناك عندما غفلنا عن استذكار سيرتك الذهبية في المجال الطبي سابقاً ، خاصة أنك من القيادات الطبية التي أثرت في المجتمع وانتجت لنا أطباء بقلوب بيضاء لا تحمل إلا الحب والحنان لمراجعي العيادات الصحية ، حيث أصبحت مثالاً يحتذى في الإخلاص و التفاني و العطاء و القدوة في العمل .
فيما وصفه البعض بالطبيب الهادىء الفريد من نوعه المثقف من الطراز الأول و صاحب خبرة كبيرة زاخرة في المجال الصحي مليئة بالتَّميز و الجهد الكبير المخلص الذي لا ينضب ابداً مع مرور الزمن .
فيما وصف آخرون إدارته لمديرية صحة محافظة الطفيلة بالعطف والحنان و وقوفه ضد الظلم و العدوان و سعيه نحو العدل و الإنصاف ، كما وصفوه بأنه تميز بنهج إجتماعي مميز في تعامله مع مراجعي العيادة عندما كان مسؤولا في اللجان الطبية ، حيث عرف بالحلم و الهدوء في إتخاذ القرارات الصحية خاصة أن البعض أشار إلى إمتلاكه شخصية على مستوى عالٍ من الدراية و الثقافة وسعة الإطلاع والهدوء في نفس الوقت ، يشارك الناس هموهم وأوجاعهم كما يشارك الناس في الأفراح والاتراح .
تميز بالبصيرة و بعد النظر ، فقد كان على إلمام تام بأساسيات الحوار والنقاش، و امتلك مستوى عال من الثقافة وحسن التعامل أهلته أن يكون من الذين استطاعوا إثبات قدرتهم على قيادة مديرية صحة الطفيلة وتميزه في الإدارة ، فقد قاد مديرية صحة البتراء و الطفيلة بكل حكمة و جدارة و اقتدار و مسؤولية ، و تميز بإدارته الحكيمة الهادئة في تعامله مع المجتمع المحلي الذين كانوا يراجعون العيادات ومكتبه ، فقد كان يتعامل معهم بكل روية وحكمة ، وتقديم المشورة للذين يراجعونه ، حيث كان مكتبه مفتوحا للجميع دون إستثناء ، حيث تتصف إدارته بسياسة الباب المفتوح ويتصف بالدبلوماسية في التعامل .
كان على درجة كبيرة من النزاهة و الأمانة في عمله من جهة و الدراية والإطلاع في الأمور الطبية و الإجتماعية من جهة أخرى ، فهو عملة نادرة معروفة لدى ممن عاصروه و ممن تتلمذوا على يديه في المجال الطبي من الأطباء ، فهو قدوة يحتذى في الإخلاص والتفاني وشخصية فريدة من نوعها ، تتمتع بخصال و مزايا حميدة، جلّها دماثة الخلق ، و حسن المعشر ، وطيبة القلب ، وتميزه بالتواضع الذي زاده احترامًا و تقديرًا و محبة الناس و كل من عرفه و التقى به أثناء خدمته في مديرية صحة الطفيلة وخارجها .
لله درك على هذه المسيرة الزاخرة بالخبرات المتنوعة التي اكتسبتها و الاستفادة من ذلك في توظيفه لصالح المجتمع في محافظة الطفيلة وخارجها .
وفي الختام لك الإحترام و التقدير لجهودك العظيمة و وافر الشكر وعظيم الإمتنان لهذا الدكتور الفاضل على جهوده التي لن تنسى في حقل الطب ، داعين الله أن يمنحك الصحة والعافية ، و أن يزيدك الله تعالى بالأعمال الصالحة ، و أن يبارك الله في عمرك ، و أن يجزيك الله خير الجزاء على ما قدمته من إنجازات طبية خدمة للأهل في الطفيلة .