حين يُذكر اسم العميد الدكتور سالم فليح الطراونة، تتوشح الكلمات بهيبة القائد، وتعلو نبرات الفخر بمن سطّر حضوره في ميادين الإبداع والعطاء الوطني. هو القائد الذي لا يأفل نوره، والنجم الذي بقي ساطعًا في سماء المجد، يشق عتمة الأيام كما السيف المصلت، وينسج من حضوره لوحة مضيئة في ذاكرة الوطن.
في النهار، يُشبه الطراونة الشمس التي تجود بخيوطها الذهبية، تنثر الدفء في القلوب قبل أن تشرق على الأفق، وتملأ الأرواح بهيبة القيادة وحكمة الرجال الكبار. وفي الليل، يطل كالبدر الذي لا يغيب، شامخًا، يُلقي نوره على من حوله كما تلقي القصائد سحرها على صفحات التاريخ.
هو شخصية تقف الكلمات عاجزة أمام عظمة عطائها، فهو لا يُختصر في سطور، بل يستحق أن يُروى في مجلدات تُسطر بحبر الفخر، وأوراق تُنسج من خيوط المجد. قلبه ميدان للإنسانية، ينبض بحكمة السنين، ورؤيته راسخة كجبال الأردن التي لا تهزها العواصف.
الدكتور الطراونة، في كل ميدان بطل، وفي كل معركة فارس، يخوضها بحرف ناصع، وفكر متقد، وعزيمة لا تعرف الانكسار. هو النور وسط الظلام، والبشاشة التي تمسح عن وجه الزمن غبار الأيام الصعبة، ليبقى رمزًا من رموز هذا الوطن، وقامةً ترفرف في أفقه كراية لا تنكس.
تحية اعتزاز لهذا الجنرال الذي لم تزدْه الأيام إلا بهاءً، والذي بقي متألقًا في كل موقعٍ شغله، حاضرًا بعطائه وإنسانيته، وساطعًا كالشمس لا يحجبها غيم.