في ظل الأزمات الإنسانية المتكررة التي تعصف بقطاع غزة، برز جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين كصوت عربي هادئ لكنه حازم، يقود من موقعه بوعي إنساني عميق ومسؤولية تاريخية راسخة تجاه الشعب الفلسطيني. وفي كل مرة يُحاصر فيها الغزيّون بالجوع أو القصف أو الحصار، يكون الأردن – بقيادة الملك – من أوائل الدول التي تبادر بالفعل لا بالتصريحات، عبر إرسال مساعدات طبية وغذائية وإغاثية عاجلة.
أولوية إنسانية راسخة في السياسة الأردنية
منذ تولي جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، اتّسم الموقف الأردني تجاه غزة بالثبات في المبادئ والمرونة في الوسائل. ورغم التحديات الإقليمية والضغوط الدولية، لم يتراجع الأردن عن دوره الإنساني، بل تطوّر شكل الدعم ليشمل:
إرسال طائرات إغاثية ومساعدات جوية مباشرة عبر القوات المسلحة الأردنية.
إقامة مستشفى ميداني عسكري أردني دائم في غزة منذ عام 2009، ظل يعمل رغم المخاطر الأمنية.
الضغط في المحافل الدولية لفتح المعابر أمام المساعدات، وإدانة الانتهاكات التي تعيق وصولها.
الاستجابة السريعة في أوقات الكوارث كما حدث في حرب 2021، وأيضًا في العدوان الحالي على غزة 2023–2025، حيث كثّف الأردن الجسر الجوي الإغاثي بالتنسيق مع مصر ودول أخرى.
دور الملك عبد الله الثاني شخصيًا
لا تقتصر جهود الملك على الجانب السياسي أو العسكري، بل يمتدّ حضوره ليشمل البعد الأخلاقي والقيادي:
مواقف علنية واضحة ضد استهداف المدنيين، خصوصًا النساء والأطفال، وهو من أوائل الزعماء العرب الذين طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار.
تواصل مباشر مع قادة العالم، للضغط من أجل فتح ممرات إنسانية دائمة، وتسهيل دخول المساعدات دون شروط.
استقبال جرحى غزة للعلاج في مستشفيات أردنية بأمر ملكي مباشر، رغم الأعباء على القطاع الصحي المحلي.
دعم الهلال الأحمر الأردني والهيئات الإنسانية لوجستيًا وتمويليًا لتوفير مستلزمات طبية وغذائية عاجلة.
الرسالة التي يحملها الأردن للعالم
من خلال هذه الجهود، يرسل الملك عبد الله رسالة مزدوجة:
أن الأردن الصغير بإمكاناته، كبير بمواقفه؛ وأن التضامن مع غزة ليس خيارًا عاطفيًا، بل واجب أخلاقي وإنساني. ويكرّس الملك من خلال هذه المبادرات صورة الأردن كدولة تحترم القانون الإنساني الدولي وتدعو لتطبيقه، وليس كطرف صامت أو محايد أمام الكوارث.
خاتمة
في وقتٍ تتعدد فيه الأصوات وتضيع البوصلة لدى البعض، يُثبت الملك عبد الله الثاني أن القيادة تُقاس بالفعل لا بالشعارات. ومع كل قافلة إغاثية تُرسل لغزة، يُعيد التأكيد على أن الكرامة الإنسانية لا تُجزأ، وأن الأردن سيظل سندًا ثابتًا لأشقائه الفلسطينيين، خاصة في أضعف لحظاتهم وأكثرها ألمًا