في وطنٍ اعتاد أن يزخر بالرجال الأوفياء، يبرز اسم هايل الدروبي العجارمة كأحد الرموز الذين نقشوا أسماءهم في ذاكرة الأردنيين، لا بالرتب والمناصب، بل بالمواقف الصادقة والقيم الثابتة.
العجارمة، الذي حمل الرتبة العسكرية بكل فخر، اختار أن يترجل عن بزته العسكرية وهو في قمة عطائه، لا ضعفًا ولا انسحابًا، بل إيمانًا راسخًا بأن خدمة الوطن لا تحدها وظيفة ولا يقيدها موقع، بل تتسع لكل ميدان يُرفع فيه صوت الحق ويُصان فيه الضمير.
فمنذ لحظة خروجه من جهاز الأمن العام، لم يكن مغادرًا بقدر ما كان عائدًا إلى الوطن بحلّة جديدة؛ شاهدًا على مرحلة مضت، ومشاركًا في صناعة ما هو قادم. فقد عرفه رفاقه رجلًا لا يسعى إلى المناصب، بل هي التي تزدان به، ويستقيم قدرها حين يُذكر اسمه مقرونًا بها.
هايل، الذي علم الأجيال أن الوفاء لا يُقاس بشارة على الكتف، بل يُغرس عميقًا في القلوب، جسّد في مسيرته معنى الانتماء الحقيقي. فلم يساوم يومًا على ضميره، ولم يقايض حريته بحسابات ضيقة، فبقي كما عرفه الجميع: صادقًا في القول، شجاعًا في القرار، حرًا في الموقف.
واليوم، وهو يستعد لخطواته القادمة، يفتح صفحة جديدة من مسيرته، حيث تلتقي ثبات الرجال مع كبرياء الأوفياء، ليرسم مشهدًا وطنيًا عنوانه الإخلاص للوطن والولاء للقيادة الهاشمية.
سلامٌ على قلبك الكبير، يا هايل، وسلامٌ على كل خطوة تخطوها نحو الأجمل، وأنت كما كنت دومًا، رائدًا في الميدان، وعلمًا في الخلق.