في قلب صحراء الحسا تتفتح الإرادة في وجوه التحديات، وُلد اللواء الركن المتقاعد مخلد نهار مفلح الحجايا عام 1966، ليحمل منذ نعومة أظفاره ملامح الجندية قبل أن يرتدي بزتها. أكمل دراسته الثانوية في مدرسة الحسا، تلك المدرسة التي خرّجت رجالاً عشقوا الأرض وأخلصوا للوطن.
في عام 1984، التحق الحجايا بالقوات المسلحة الأردنية، وكان يعلم أن الطريق طويل، لكنه كان مؤمناً أن العز لا يُمنح، بل يُنتزع بالتضحية والانضباط والإيمان بالرسالة. ارتقى في الميدان رتبةً تلو أخرى، حتى وصل إلى قمة الهرم العسكري برتبة لواء ركن قوات خاصة متوجاً بذلك مسيرة حافلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.
لم يكن مجرد ضابط؛ بل كان صانع رجال في صفوف القوات الخاصة، حيث سطر إسهامات بارزة في تدريبهم، حتى غدت هذه القوات رمزاً للكفاءة والجاهزية، ليس على مستوى الأردن فحسب، بل على مستوى المنطقة كلها.
وفي مهماته الخارجية، مثل الأردن خير تمثيل، فكان ملحقاً عسكرياً في روسيا، ينقل صورة الأردن المعتدل، القوي بثوابته، كما كان مستشاراً عسكرياً في الجمهورية اليمنية الشقيقة، حيث عمل على نقل خبراته للمساهمة في بناء المؤسسات العسكرية هناك.
وايضا خاض الانتخابات النيابيه هذا العام في الباديه الجنوبيه وحصل على ١١١٩٦ صوت حر ولم يحالفه الحظ رغم انه الاعلى بين نواب الباديه الجنوبيه ولكن القائمة ما حققت له النجاح
مؤهلاته العلمية، التي جمع فيها بين العلوم العسكرية والإدارية، كانت دوماً زاده في ميادين الإدارة والقيادة:
دبلوم علوم عسكرية
دبلوم إدارة الموارد الوطنية
بكالوريوس علوم إدارية
ماجستير علوم إدارية
وفي عام 2021، نزل الحجايا من على صهوة الميدان، متقاعداً، لكنه ترك وراءه بصمة لا تُمحى، وسيرة ستظل مرجعاً للأجيال القادمة من الضباط الذين سيواصلون المسير على خطى من سبقهم.
لم يتقاعد قلبه عن حب الأردن، ولم تغب عن ذهنه ذكريات الزملاء الذين حملوا السلاح معه، في ليالي التدريب، وفي مهام الدفاع عن كرامة الأمة.
الباشا مخلد الحجايا اسمٌ لا يُذكر إلا مقروناً بالوفاء والانضباط والإخلاص لوطنه، قائدٌ صنع الفرق حيثما حلّ، ورجلٌ اختصر قصة وطن في مسيرة رجل.