أعلن الفاتيكان عن انتخاب الكاردينال الأمريكي روبرت فرانسيس بريفوست بابا جديداً للكنيسة الكاثوليكية، ليحمل الاسم البابوي ليو الرابع عشر،
ويصبح بذلك البابا رقم 267 في تاريخ الكنيسة، والأول من الولايات المتحدة الأميركية.
وظهر البابا الجديد، البالغ من العمر 69 عاماً، على شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان ظهر اليوم الخميس 8 مايو 2025، مخاطباً ما يزيد عن 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم بصفته القائد الروحي الأعلى.
ينحدر بريفوست من مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، وقد استغرق انتخابه يومين فقط، وهي مدة مماثلة لعملية اختيار الباباوَين السابقين، فرنسيس وبندكتوس السادس عشر، ما يشير إلى توافق مبكر بين الكرادلة حول شخصه خلال المجمع السري.
خلفية ميدانية ودولية
تميز المسار الكهنوتي لبريفوست بخبرة ميدانية واسعة خارج بلاده، حيث قضى سنوات طويلة في أمريكا الجنوبية كمبشر، خاصة في البيرو، حيث خدم ككاهن في مدينة تروخيو لعقد من الزمن، ثم أسقفاً لمدينة تشيكلايو من 2014 حتى 2023. هذه التجربة الطويلة خارج الولايات المتحدة اعتُبرت عاملاً مهماً في طمأنة الكرادلة الذين كانوا يتوجسون تقليدياً من انتخاب بابا أميركي، نظراً للحضور السياسي الواسع لبلاده على الساحة الدولية.
كما تولى قيادة الرهبنة الأوغسطينية لسنوات عدة كـ"رئيس عام"، ما أكسبه خبرة في إدارة جماعة دينية منتشرة في أنحاء العالم.
مهام رفيعة في الفاتيكان
قبل انتخابه، شغل بريفوست منصب رئيس دائرة الأساقفة في الفاتيكان، وهي الهيئة المسؤولة عن دراسة ملفات المرشحين لقيادة الأبرشيات حول العالم. كما ترأس اللجنة الحبرية الخاصة بشؤون أمريكا اللاتينية، ما عمّق صلاته بالعالم الكاثوليكي الناطق بالإسبانية.
وفي لقاء سابق له مع "فاتيكان نيوز"، قال بريفوست: "لا زلت أرى نفسي مبشراً. دعوتي، مثل كل مسيحي، هي إعلان الإنجيل حيثما وُجدت".
كما شدد في اللقاء ذاته على أهمية مشاركة النساء في دائرة الأساقفة، قائلاً: "وجودهن ليس مجرد إشارة رمزية من البابا، بل مساهمة فعلية وذات مغزى في الاجتماعات والنقاشات حول المرشحين".
وعند سؤاله عن مواجهة الانتهاكات في صفوف رجال الدين، أشار إلى أن "هناك أماكن يُطبَّق فيها العمل الجيد منذ سنوات وفق القواعد، ومع ذلك ما زال هناك الكثير لنتعلمه".
نشأة أكاديمية مبكرة
درس بريفوست الرياضيات في جامعة فيلانوفا بولاية بنسلفانيا، ثم حصل على دبلوم في اللاهوت من الاتحاد اللاهوتي الكاثوليكي في شيكاغو. بعد ذلك، أوفد إلى روما لدراسة القانون الكنسي في جامعة القديس توما الأكويني البابوية. وسُيم كاهناً في يونيو 1982، وعاد لاحقاً للتدريس في معهد كهنوتي بمدينة تروخيو.
ويُنظر إليه في أوساط الفاتيكان كقيادي يتسم بالهدوء والاتزان، قادر على إنجاز المهام دون فرض توجهاته بالقوة. وقالت إليس ألين، محللة شؤون الفاتيكان في "سي إن إن": "هو شخص واضح في رؤيته، لكنه لا يلجأ إلى الأساليب السلطوية".
لا يزال اسم البابا الجديد يتردد على ألسنة المؤمنين في الميدان الفاتيكاني، فيما ينتظر الملايين أولى كلماته وتوجهاته المستقبلية في قيادة الكنيسة، بعد مرحلة طبعتها إصلاحات البابا فرنسيس.