كان من الواجب المهني والصحفي والاخلاقي الكتابة عن سيرته الطبية في حقل الطب رغم أنني اختصرت سيرته ومواقفه الطيبة حتى لا يطول المقال بما تحمله سيرته من درر ومجوهرات وللآلىء وآثرت الكتابة عنه رغم أنني متخصص في الكتابة عن التربويين؛ وذلك لأنه كان يشعر مع الفقراء وظروف الناس في عمله الطبي آنذاك يسعى لمساعدة الجميع، خاصة أنه من أطباء الرعيل الأول في الطفيلة، ممن درسوا الطب في إسبانيا عام( ١٩٦٧) ومن الذين أمضوا خدمة طويلة تجاوزت (٣٥) سنة في القطاع الحكومي ،و من مدراء الصحة سابقاً ممن عينوا عام (١٩٨٠ ) و من الذين يمتلكون شخصية على مستوى عال من الثقافة الطبية في مجال الطب أهلته أن يكون من الذين استطاعوا إثبات قدرته على التميز والإبداع في عمله الطبي بكل جدارة و استحقاق ، خاصة أنه من عائلة مكافحة عصامية ، ) حيث عمل -حفظه الله - على تدريس أبناءه في الجامعات الأردنية وحصول البعض منهم على شهادة الدكتوراه والبعض الآخر على شهادة الطب رغم الظروف الصعبة وتكاليف الدراسة
#نبذةمن_سيرته
ولد في الطفيلة عام (١٩٤٧) ، ودرس المرحلة الإبتدائية من الصف الأول وحتى السادس في دور الباشا وكان مدير المدرسة سيف العطيوي ، ودرس من السابع وحتى الأول ثانوي في الطفيلة الثانوية وكان مدير المدرسة خليل الكركي وفؤاد العوران .
درس المرحلة الثانوية في مدرسة الكرك الثانوية تخصص علمي ، حيث التحق عام (١٩٦٧ ) في جامعة إسبانيا ودرس تخصص طب وجراحة عامة .
وفي عام (١٩٧٩) تم تعيينه في بصيرا طبيبا ، ومن ثم انتقل إلى الطفيلة طبيبا، وفي عام (١٩٨٠) عين مديرا لصحة الطفيلة ولمستشفى الطفيلة الحكومي سابقا لمدة أربعة سنوات ، تقاعد عام (٢٠١٢) بعد خدمة (٣٦ )سنة حافة بالعطاء والتميز .
كنت سابقاً أشاهد المراجعين يثنون عليه وعلى حسن عمله، مما تطلب مني البحث في سيرته بعدما شاهدت مدى تعامله مع المراجعين ومهارته في حقل الطب والجراحة .
ومنذ فترة وأنا استقصي عن سيرته في المراكز الصحية التي عمل فيها ، حيث إتصلت مع البعض في تلك المناطق وكم كانت دهشتي وصدمتي عندما علمت منهم أن الدكتور بكر الحراسيس ، قد ترك في أماكن عمله سيرة مطرزة بالحناء ، فهو يشكل سابقاً في عمله الطبي إلهاما و أنموذجا يحتذى لدى العاملين في المراكز الصحية وعيادته وتعامله المثالي معهم بكل حكمة و روية ، لا سيما أنه يتمتع بالوقار في عيادته وتعامله مع المراجعين والزملاء ؛ فهو يقدم النصيحة لكل من يطلبه وكذلك إبداء الرأي في أي قضية طبية نقاشية ، بسبب امتلاكه الحكمة و فنون الإدارة في عمله الطبي في حقل الطب والجراحة .
كان يحظى بإحترام الجميع و رفعة وسمو و تقدير لدى كل من يعمل معه في المراكز الصحية حتى قيل أنه يعامل الزملاء والمراجعين بمثابة الأخ الناصح لهم ، فهو على درجة كبيرة من الحكمة و الدراية والإطلاع في الأمور الطبية والإجتماعية ، فهو عملة نادرة حالياً في حقل الطب .
اعتبر قامة طبية فريدة ؛ بما إحتوت شخصيته من علم وثقافة رغم قساوة الحياة ومنغصاتها في ذلك الزمان ، فهو خبير في عمله وموسوعة طبية في حقل طب الجراحة العامة يعشق البساطة وعدم التكلف ، يتمتع بخصال و مزايا حميدة، جلّها دماثة الخلق ، و حسن المعشر ، وطيبة القلب ، متميز بالتواضع الذي زاده احترامًا و تقديرًا و محبة الناس و كل من عرفه و راجع عيادته للمعالجة الطبية .
عرفه البعض بأنه طبيب من نوعٍ آخرّ مخلص لمهنته حتى النخاع يعشق عمله و ينقل خبراته للزملاء الأطباء بكل براعة و قدوة حسنة ، فهو مثال للطبيب الذي يحتذى بعطائه وانتمائه لمهنته و وطنه.
عُلم عنه النشاط والجدية في العمل والحضور مبكرا للعيادة ، و نادرا ما يتغيب عن العيادة يقوم بعمله بكل جد ومثابرة والتزام و حسن التعامل مع مراجعي العيادة ، حيث أصبح محط أنظار الجميع في العمل و نجاعة الفكر والّتميّز والمثابرة والإبداع في عمله بإشادة جميع من يراجعه للمعالجة الطبية .
يعرف من الجميع بطبع هاديء غير انفعالي يتحمل المراجع ويصبر على الظروف الصعبة مما جعل الجميع يشار له بالبنان والتميز في عمله.
عرف عنه الهدوء والانضباط في عمله ، فهو اجتماعي بطبعه مع المراجعين لعيادته ؛ راسما على محياه الابتسامة ، يشارك الناس هموهم وأوجاعهم وظروفهم الصعبة ، فلم يسبق له أو سمع عنها أنه قام بانتقاد أي مراجع لعيادته بل يقوم بتقديم المساعدة للجميع و توجيه النصائح والتوجيهات للمراجعين و هذا شيء يسجل للدكتور بكر باحترامه وتقديره للكل .
نعم ، يا دكتور ( أبو اسامة )! سنقف لك إحتراما وستذكرك محافظة الطفيلة و قطاع الصحة و المجتمع سيرتك المكللة بالنجاح في مجال الصحة وأصبحت محط أنظار الجميع في العمل و نجاعة الفكر و الّتميّز .
وفي الختام ،أتقدم بوافر الشكر وعظيم الإمتنان لهذه القامة الطبية على جهوده العظيمة في حقل الطب ، متضرعين إلى الله أن يلهمه الصحة والعافية ، و أن يزيده الله تعالى علما و حكمة ، و أن يحفظ أولاده ، و أن يبارك الله في عمره ، و أن يديم عليها الصحة و العافية ، و أن يجزيه الله خير الجزاء على ما قدمه من إنجازات و سجل طبي حافل بالعطاء والإنجازات التي سوف يذكرها الأجيال كمثال الطبيب الحنون صاحب البصيرة و الحكمة و التواضع و الحلم الجم .