أكّد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، في خطبة الجمعة، على أهمية انشغال المسلم بما ينفعه في دينه ودنياه، محذرًا من تتبع أخبار الناس والتدخل في شؤونهم الخاصة، معتبرًا ذلك من المكروهات التي تفتح أبواب الخصومات وتُفضي إلى الشقاء والندامة.
وأوضح فضيلته أن من صفات أهل العزائم ترك ما لا يعنيهم، والانشغال بما يحقق لهم النفع في معاشهم ومعادهم، مشيرًا إلى أن ثمار ذلك هي الراحة، والطمأنينة، والبركة في العمر والعمل. وبيّن أن أكثر الناس تعاسة هم من يلهثون وراء ما لا يعنيهم من أحوال الآخرين وأخبارهم، محذرًا من تتبع العورات وكشف خصوصيات الناس، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال."
وأشار الشيخ البدير إلى أن انشغال الإنسان بعيوب نفسه أولى من التفرغ لعيوب غيره، كما حذّر من الخوض في الكلام اللغو، ومن تصدّر غير المؤهلين للفتوى والحديث في أمور الدين بغير علم، مشددًا على أن الاشتغال بما لا ينفع يؤدي إلى الابتعاد عمّا ينفع، وهو سبب في الخسران والندامة.
وختم فضيلته خطبته بالدعاء لنصرة الإسلام والمسلمين، سائلاً الله عز وجل أن يحفظ بلاد المسلمين، ويجبر كسر المستضعفين في فلسطين، ويغيثهم، ويفك أسرهم، ويتقبل شهداءهم، ويعجل نصرهم على المعتدين.