في الأوّل من أيّار، لا أستطيع أن أمرّ على هذا اليوم مرور الكرام. هذا يومٌ يحمل في قلبه اسم الإنسان المكافح، الذي يصحو مع الفجر، ويغزل من تعبه كرامةً ولقمةً نظيفة... يوم العمّال.
من عمّال الوطن الذين يزرعون الشوارع نظافةً، إلى عمّال المصانع الذين يشكّلون الحديد كأنهم ينحتون ملامح المستقبل، إلى السائق الذي يحمل الوطن على عجلاته، والمعلم الذي يبني العقول بصبره، والمزارع الذي يُطعم الأرض لتُطعمه، والطبيب والممرضة، وعامل البناء، وكل يدٍ تعمل، وتُحب، وتُعطي.
هذا اليوم ليس مجرد مناسبة، بل هو لحظة نوقف فيها الزمن، لنقول لكل عامل وعاملة في الأردن: أنتم العمود الفقري لهذا البلد، أنتم من يصنع الحياة بمعناها الأصيل، لا الكاميرات ولا المكاتب اللامعة، بل العرق، والإخلاص، والضمير الحي.
كم أشعر بالفخر وأنا أكتب هذه الكلمات، وقلبي ممتلئ بمحبةٍ حقيقية لكل يدٍ سمراء لم تتعب من العطاء، ولكل وجهٍ لفحته شمس التعب، لكنه ظلّ مبتسمًا، كأن الوطن نفسه يسكن في روحه.
يا من تصنعون الفرق كلّ يوم، أنتم لستم مجرد أرقام في سجلات، أنتم قصص نضال، أنتم أوتار آلة اسمها "الأردن"، من دونكم لا يكون العزف متزنًا، ولا يكون الوطن حيًا.
في يومكم، لا نملك إلا أن نقف احترامًا، ونقولها من القلب: شكرًا.