في السنوات الأخيرة، انتشرت السجائر الإلكترونية أو ما يُعرف بالـ "فيب" بشكل واسع، خاصة بين فئة الشباب، حيث يُروج لها كبديل "أقل ضررًا" من السجائر التقليدية، أو كوسيلة للإقلاع عن التدخين. إلا أن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف عن وجه آخر لهذه الظاهرة، لا سيما فيما يتعلق بتأثيرها على الصحة النفسية.
ما هو الفيب؟
الفيب هو جهاز إلكتروني يقوم بتسخين سائل يحتوي عادةً على النيكوتين، نكهات صناعية، ومواد كيميائية أخرى، لينتج بخارًا يتم استنشاقه بدلاً من الدخان الناتج عن حرق التبغ. ورغم خلوّه من القطران وبعض المواد المسرطنة في السجائر التقليدية، إلا أن ذلك لا يعني أنه آمن.
مضار الفيب الجسدية والنفسية :
1. الاعتماد النفسي والإدمان
النيكوتين الموجود في معظم سوائل الفيب مادة شديدة الإدمان، تؤثر مباشرة على الدماغ، وتسبب اعتمادًا نفسيًا قد يكون أقوى من الإدمان الناتج عن السجائر العادية، خصوصًا لدى المراهقين، الذين لا تزال أدمغتهم في طور النمو.
2. القلق والتوتر
أشارت دراسات عديدة إلى أن استخدام الفيب مرتبط بارتفاع معدلات القلق والتوتر. وعلى عكس ما يعتقد البعض من أن الفيب يُساعد على الاسترخاء، فإن النيكوتين يُحفز إفراز الأدرينالين ويزيد من ضربات القلب، مما يؤدي إلى شعور داخلي بالتوتر والاضطراب.
3. الاكتئاب واضطرابات المزاج
ارتبط استخدام السجائر الإلكترونية بزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب، خاصة عند من يستخدمونها بانتظام. هذا التأثير قد يكون ناتجًا عن التغيرات الكيميائية في الدماغ الناتجة عن النيكوتين، أو بسبب طبيعة الإدمان نفسه وما يرافقه من مشاعر ذنب وانخفاض احترام الذات.
4. تأثير سلبي على جودة النوم
النيكوتين مادة منبهة، وقد تؤثر على نمط النوم الطبيعي، مما يؤدي إلى أرق أو نوم متقطع. اضطرابات النوم، بدورها، تلعب دورًا كبيرًا في تدهور الحالة النفسية وزيادة القابلية للقلق والاكتئاب.
من المهم أن ندرك أن الفيب ليس وسيلة مضمونة للإقلاع عن التدخين، بل قد يكون بابًا جديدًا للإدمان، خاصة في ظل توفر نكهات مغرية تُجذب الشباب والأطفال. كما أن الإعلانات المُضلّلة تسوّق له وكأنه "غير مضر"، في حين أن الأبحاث لا تزال تكتشف أضراره يومًا بعد يوم.
رغم مظهره العصري ونكهاته الجذابة، يبقى الفيب منتجًا يحتوي على مواد تؤثر على الصحة النفسية والجسدية معًا. توعية الشباب بأضراره، وتقديم بدائل صحية للإقلاع عن التدخين، أصبح أمرًا ضروريًا لحماية جيل كامل من الوقوع في فخ جديد من الإدمان.